(وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)
فعلى افتراض أنّ الله يؤخّر أحدا فإنّه يعلم بأنّه سوف يعمل ما كان يعمله قبل الموت.
وفي ختام السورة ننقل القصة التاريخية التي تناقلها المفسرون في تفسير هذه السورة وسبب نزولها ، قال صاحب المجمع :
نزلت الآيات في عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه ، وذلك أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بلغه أنّ بني المصطلق يجتمعون لحربه ، وقائدهم الحرث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، فلمّا سمع بهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل ، فتزاحف الناس واقتتلوا ، فهزم الله بني المصطلق ، وقتل منهم من قتل ، ونقل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أبناءهم ونساءهم وأموالهم ، فبينما الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفّار يقال له جهجاه ابن سعيد يقود له فرسه ، فازدحم جهجاه وسنان الجهني من بني عوف بن خزرج على الماء فاقتتلا ، فصرخ الجهني : يا معشر الأنصار! وصرخ الغفاري : يا معشر المهاجرين! فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعال وكان فقيرا ، فقال عبد الله بن أبي لجعال : إنّك لهتّاك ، فقال : وما يمنعني أن أفعل ذلك ، واشتد لسان جعال على عبد الله ، فقال عبد الله : والذي يحلف به لأزرنك ويهمك غير هذا ، وغضب ابن أبي وعنده رهط من قومه فيهم زيد ابن أرقم حديث السن فقال ابن أبي : قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما مثلنا ومثلهم إلّا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل ، يعني بالأعزّ نفسه ، وبالأذل