أيديهم ، أمّا المنافقون فلا يجدون وليّا ولا نصيرا ولا مأوى إلّا النار ، وحيث يبحثون عن أوليائهم الذين اتبعوهم في الدنيا من الظلمة والشياطين فيأتيهم الجواب :
(هِيَ مَوْلاكُمْ)
إنّهم رفضوا دعوة الله «آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ» ، إذ نافقوا بدل الايمان ، واتبعوا القيادات الضّالة بدل الطاعة للرسول ، وحيث يقال أنّ النار هي مولاكم يعلمون عين اليقين بأنّهم إذ تولّوا الظالمين إنّما تولّوا النار.
(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
وهذا المقطع يقابل قوله تعالى عن المؤمنين : (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وأيّ مصير أسوأ من ظلمات القيامة ، وعذاب النار ، وسخط الرب؟! وهذا الأخير أشدّ عذابا من كلّ شيء أنّ الإنسان يصير غرضا لغضب الله ، وبعيدا عنه ، وفي الدعاء : «فهبني يا إلهي وسيّدي ومولاي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك ، وهبني صبرت على حرّ نارك ، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك .. ولأبكين عليك بكاء الفاقدين ، ولأنادينّك أين كنت يا وليّ المؤمنين» (١).
وما دامت الفدية لا تؤخذ ذلك اليوم فلنقدّمها الآن ، ونكون من المتقين الذين صيح بهم فانتبهوا وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا ، و «صبروا أيّاما قصيرة ، وأعقبتهم راحة طويلة ، تجارة مربحة يسّرها لهم ربّهم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها» (٢) بينما أراد المنافقون الدنيا ، وبقوا في أسرها حتى الأخير.
__________________
(١) دعاء كميل للإمام أمير المؤمنين علي (ع)
(٢) نهج / خ ١٩٣ ص ٣٠٤