وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ
هدى من الآيات :
إذا كان المنافقون يتورّطون في الضلال والانحراف الذي يستمرّ معهم حتى النهاية ، بسبب نفاقهم ونفوسهم المريضة ، فإذا بهم يفتنونها ، ويتربصون ، ويرتابون ، وتغرّهم الأماني ، ويتسلّط عليهم الشيطان ، فيصيرون ، إلى بئس المصير ، فإن المؤمنين في خطر آخر متمثّل في قسوة القلب بسبب طول الأمد حيث يفقدون جذوة الإيمان ثمّ ينتهي بهم شيئا فشيئا إلى تحوّل خطير يلخصه القرآن بكلمة (الفسوق) ، أي الانحراف عن الطريق السليم ، وبسبب الفسق والخروج عن إطار القيم الربانية والتعاليم القرآنية فإنّ الدنيا تتزيّن في أعينهم فيتخذونها لعبا ولهوا وتفاخرا وزينة وتكاثرا في الأموال والأولاد ، بدل أن يجعلوها ميدانا للتسابق إلى الخير ، ويستبدلونها بالآخرة بدل أن يجعلوها مزرعة للمستقبل ، وإذا أصابت أحدهم مصيبة أكدت عنده اليأس والأسف ، وإذا أوتي خيرا ونعمة تشبّث بالدنيا بصورة