أكبر.
ونتيجة لعاملي اليأس وحبّ الدنيا تجده يبخل بالإنفاق في سبيل الله ، لاعتقاده بأنّه لا يغيّر شيئا أو يضرّ بدنياه ، ولا يكتفي بذلك بل يتسافل دركا آخر إلى الحضيض بمحاربته الإنفاق ، ودعوته الآخرين للبخل ، وهكذا ينتهي اليأس إلى الفسوق والتولّي عن الحق ، ويحدث انقلابا خطيرا وجذريا في حياة الإنسان ، من الإيمان إلى التولّي ، كما حدث لأهل الكتاب ، الذين بدأوا بحركة إلهية يتزعمها الأنبياء من أولي العزم وغيرهم ، وإيمان صادق مخلص ، ثم انتهوا لمّا طال عليهم الأمد ونخر فيهم اليأس إلى حركة وزعامة فاسقة ، وأهداف خبيثة كمحاربة المؤمنين ، واستغلال الشعوب وظلمهم ، ونحن نرى الآن كيف أنّ زعامة النصرانية (الفاتيكان) وزعامة اليهودية (الكنيست) يخطّطون جنبا إلى جنب المؤسسات الاستكبارية للقضاء على الإسلام ، الذي كانوا ينتظرونه يوما من الأيّام على أحرّ من الجمر ، ولظلم البشرية التي جاءت كتب التوراة والزبور والإنجيل لهدايتها وسعادتها ، والإمام الصادق (ع) يشير إلى ذلك الانحراف في رواية سوف نأتي عليها في البيّنات.
بيّنات من الآيات :
[١٦ ـ ١٧] كما الشجرة إن سقاها وراعاها صاحبها نمت وأثمرت ، وإن تركها ذبلت ويبست ، كذلك الإيمان إذا حافظ الإنسان على عوامله تعمّق وتجذر ونمى وأثمر ، وإلا خبأ ضوؤه وصار إلى النقصان ، وذكر الله ورسالته هما وسيلة نموّ الإيمان في النفس ، إذا تساقطت عنها الحجب وخشعت ، أما إذا قست وتكلّست لا تنتفع بالذكر ، كما لا تنتفع الشجرة اليابسة بالماء الفرات ، ولذلك يحذّر الله المؤمنين من قسوة القلب ، ويعاتبهم على عدم خشوعهم لذكره وللحق ، فيقول :