الواو ، أي : ما شأنك وملابسة زيدا ، أو ملابستك زيدا كذا نص عليه سيبويه ، قال أبو حيان نقلا عن شيخه ابن الضائع : وهكذا تقدير معنى الإعراب ؛ لأنه عند سيبويه مفعول معه ، وتقدير الملابسة مفعولا به لا مفعولا معه ، وقال السيرافي وابن خروف : المقدر فعل وهو (لابس) ؛ لأن المصدر لا يعمل مقدرا.
الثالث : ما يختار فيه العطف مع جواز النصب ، وذلك أن يكون المجرور في الصورة السابقة ظاهرا أو ضمير المرفوع منفصلا نحو : ما شأن عبد الله وزيد ، وما أنت وزيد ، فالأحسن جر زيد في الأول ورفعه في الثاني ؛ لإمكان العطف وهو الأصل ، ويجوز فيه النصب مفعولا معه ، ومنعه بعض المتأخرين كابن الحاجب ورد بالسماع قال :
٨٧٧ ـ وما أنت والسّير في متلف
وسمع ما أنت وزيدا ، وكيف أنت وزيدا ، وكيف أنت وقصعة من ثريد ، قال سيبويه : أي : ما كنت وزيدا ، وكيف تكون وقصعة من ثريد ؛ لأن (كنت) و (تكون) يقعان هنا كثيرا ، انتهى.
قال الفارسي وغيره : و (كان) هذه المضمرة تامة ؛ لأن الناقصة لا تعمل هنا ، فكيف حال دون هنا؟ واختاره الشلوبين ، وقال أبو حيان : الصحيح أنها الناقصة وأنها تعمل هنا فكيف خبرها؟ وكذا (ما) ، واختلف في تقدير سيبويه مع (ما كنت) ومع (كيف تكون) ، أذلك مقصود لسيبويه أم لا؟ فقال السيرافي : هو غير مقصود ولو عكس لأمكن ، ورد المبرد على سيبويه وقال : يصلح في كل منهما الماضي والمستقبل ، وتابعه ابن طاهر ، ورد ابن ولاد على المبرد وقال : إنه لا يجوز إلا ما قدره سيبويه ؛ لأن (ما) دخلها معنى التحقير والإنكار ؛ إذ يقال لمن أنكر عليه مخالطة زيد أو ملابسته : ما أنت وزيدا لا لمن يقع منه ذلك ، ولا ينكر إلا ما ثبت واستقر دون ما لم يقع ، وليست لمجرد الاستفهام ، وأما كيف فعلى بابها من الاستفهام ، والمعنى : كيف تكون إذا وقع كذا ، أي : على أيّ حال ؛ لكون الاستفهام إنما يكون عن المستقبل.
__________________
٨٧٧ ـ البيت من المتقارب ، وهو لأسامة بن الحارث في شرح أشعار الهذليين ص ١٢٨٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٢٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٩٣ ، وللهذلي في اللسان مادة (عبر) ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٤٢١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٢٤ ، ٢ / ١٣٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٠٤ ، والكتاب ١ / ٢٠٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٨٧ ، وفي نسخة (فما أنا) بدلا من (وما أنت).