الاستثناء المنقطع ، وقد صرح المبرد والجرمي بجواز الوصف بها حيث يصح المنقطع ، وشاهده قوله :
٨٩٦ ـ لدم ضائع تغيّب عنه |
|
أقربوه إلّا الصّبا والجنوب |
ف : (أقربوه) موصوف بإلا الصبا والجنوب وليسا من جنسه ، والقصيدة مرفوعة ، وسواء كان الاستثناء مما يجوز فيه البدل أم لا ، وزعم المبرد أن الوصف بإلا لم يجئ إلا فيما يجوز فيه البدل ، ولذلك منع قام إلا زيد بحذف الموصوف ، وجعل إلا صفة له ؛ لأنه لا يجوز فيه البدل ورد بالسماع قال :
٨٩٧ ـ وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك إلّا الفرقدان |
ف : (إلا الفرقدان) صفة ولا يمكن فيه البدل ، وأغرب ابن الحاجب فشرط في وقوع إلا صفة أن يتعذر الاستثناء ، وجعل البيت المذكور شاذا.
ومن شروط الوصف ب : (إلا) ألا يحذف موصوفها بخلاف (غير) ، فلا يقال : جاءني إلا زيد ، ويقال : جاءني غير زيد ، ونظيرها في ذلك الجمل والظروف فإنها تقع صفات ، ولا يجوز أن تنوب عن موصوفاتها ، وألا يليها بأن تقدم عليه منصوبة على الحال ؛ لأنها غير متمكنة في الوصف كما تقدم.
(إلا) عاطفة وزائدة :
(ص) قال الكوفية والأخفش : وترد عاطفة كالواو ، والإعراب كالاستثناء ، والأصمعي وابن جني : وزائدة.
(ش) أثبت الكوفيون والأخفش ل : (إلا) معنى ثالثا وهو العطف كالواو ، وخرجوا عليه (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) [البقرة : ١٥٠] ، (لا يَخافُ لَدَيَ
__________________
٨٩٦ ـ البيت بهذه الرواية غير مستقيم وقد رواه الشارح برواية مستقيمة وهو في الخفيف في المقاصد النحوية ٣ / ١٠٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٨٣.
٨٩٧ ـ البيت من الوافر ، وهو لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ١٧٨ ، والكتاب ٢ / ٣٣٤ ، واللسان مادة (ألا) ، والممتع في التصريف ١ / ٥١ ، ولحضرمي بن عامر في تذكرة النحاة ص ٩٠ ، وحماسة البحتري ص ١٥١ ، والحماسة البصرية ٢ / ٤١٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٤٦ ، والمؤتلف والمختلف ص ٨٥ ، ولعمرو أو لحضرمي في الخزانة ٣ / ٤٢١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٠٩.