الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) [النمل : ١٠ ـ ١١] ، أي : ولا الذين ظلموا ، ولا من ظلم ، وتأولهما الجمهور على الاستثناء المنقطع.
وأثبت الأصمعي وابن جني لها معنى رابعا وهو الزيادة وخرجوا عليه قوله :
٨٩٨ ـ حراجيج ما تنفكّ إلّا مناخة
وخرج عليه ابن مالك :
٨٩٩ ـ أرى الدّهر إلّا منجنونا بأهله
وأجيب بتقدير (لا) في الثاني ، وبأن (تنفك) تامة فنفيها نفي ، و (مناخة) حال.
(ص) ولا يليها نعت ما قبلها خلافا للزمخشري ، ويليها في النفي مضارع مطلقا ، وماض إن وليت فعلا ، قيل : أو صحبت (قد) ، ولا يعمل تاليها فيما قبلها ، ولا عكسه ، إلا مستثنى منه ، أو صفته ، قال الأخفش : أو ظرف أو حال ، وابن الأنباري : أو مرفوع ، والكسائي : مطلقا.
(ش) فيه مسائل :
الأولى : لا يفصل بين الموصوف وصفته بإلا ، فلا يقال : جاءني رجل إلا راكب ؛ لأنهما كشيء واحد فلا يفصل بينهما بها كما لا يفصل بها بين الصلة والموصول ، ولا بين المضاف والمضاف إليه ، ولأن (إلا) وما بعدها في حكم جملة مستأنفة ، والصفة لا تستأنف ، ولا تكون في حكم المستأنف ، كذا ذكره ابن مالك تبعا للأخفش والفارسي.
وذكره أيضا صاحب «البسيط» ، ورد على الزمخشري حيث جوز ذلك في المفرد نحو : ما مررت برجل إلا صالح ، وفي الجملة نحو : (ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) ، (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) [الحجر : ٤] ، بأنه مذهب لا يعرف لبصري ولا كوفي ، وقال : الصواب أن الجملة في الآية والمثال حالية ، وإنما لم تقس الصفة على الحال ؛ لوضوح الفرق بينهما بجواز تقديم الحال على صاحبه ويخالفه في الإعراب والتنكير.
الثانية : يلي إلا في النفي فعل مضارع مطلقا ، سواء تقدمها فعل أو اسم نحو : ما كان زيد إلا يضرب عمرا ، وما خرج زيد إلا يجر ثوبه ، وما زيد إلا يفعل كذا.
__________________
٨٩٨ ـ تقدم الشاهد برقم (٣٩٦).
٨٩٩ ـ تقدم الشاهد برقم (٤١٨).