١٧٦] ، أي : لئلا تضلوا ، قال أبو حيان : والصحيح المنع وتأويل الآية كراهة أن تضلوا.
السادس : بمعنى إذ أثبته بعضهم مع الفعل الماضي ، قيل : ومع الفعل المضارع ، وجعل منه قوله تعالى : (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) [ق : ٢] ، وقوله تعالى : (أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) [الممتحنة : ١] أي : إذ آمنتم.
قال أبو حيان : وهذا ليس بشيء ، بل (أن) في الآيتين مصدرية والتقدير بل عجبوا لأن جاءهم ، وكذلك (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) [الممتحنة : ١].
وقد انقضى القول في شرح الكتاب الثاني من كتابنا «جمع الجوامع» وهذا القدر إلى هنا نصف الكتاب ، واعلم أني لما شرعت في شرحه كنت بدأت أولا بشرح النصف الثاني ، فكتبت من أول الكتاب الثالث إلى بناء جمع التكسير على طريقة المزج ، ثم بدا لي أن أغير الأسلوب فشرحت من أوله على النمط المتقدم ، وكان في نيتي الاستمرار على هذه الطريقة إلى آخر الكتاب وإلغاء القطعة التي كتبتها أولا ممزوجة ، ثم لما ضاق الزمان عن ذلك أبقيت كل قطعة على حكمها ، وضممت هذه القطعة إلى تلك ووصلت بينهما ولا يضير كون الشرح على أسلوبين نصفه بلا مزج ونصفه ممزوج ، ونعود هناك إن شاء الله تعالى إلى تكملة بقية الكتاب من جمع التكسير إلى آخره على طريقة أوله والله الموفق.
***