لعدم قبول صفات الله الكثرة ، (والمختار وفاقا للسبكي وجماعة) كابن السراج وأبي البركات بن الأنباري والصيمري (جوازه) ، والمعنى في ما أعظم الله أنه في غاية العظمة ، ومعنى التعجب فيه أنه لا ينكر ؛ لأنه مما تحار فيه العقول ، وإعظامه تعالى وتعظيمه الثناء عليه بالعظمة واعتقادها ، وكلاهما حاصل والموجب لهما أمر عظيم ، والدليل على جواز إطلاق صيغة التعجب والتفضيل في صفاته تعالى (لقوله : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)) [مريم : ٣٨] ، أي : ما أسمعه وما أبصره ، (و) قول أبي بكر رضياللهعنه فيما رواه ابن إسحاق في السيرة عنه : «أي رب ما أحلمك» (١) ، أي : يا رب ما أحلمك ، وقوله صلىاللهعليهوسلم : «لله أرحم بالمؤمن من هذه بولدها» (٢) ، وقوله لأبي مسعود وقد ضرب مملوكه : «لله أقدر عليك منك عليه» (٣) رواه مسلم ، فهذه شواهد صحيحة لم يذكر السبكي منها إلا أثر أبي بكر ، وعجبت كيف لم يذكر هذين الحديثين المشهورين ، والعذر له أنه تكلم على التعجب وهما في التفضيل.
بناء المصدر
أي : هذا مبحثه
فعل
(يطرد لفعل) بالفتح (وفعل) بالكسر حال كونهما (متعديين فعل) بالفتح والسكون صحيحا كان كضرب ضربا وجهل جهلا ، أو معتلا كوعد وعدا وباع بيعا وقال قولا ورمى رميا وغزا غزوا ووطئ وطئا وخاف خوفا وفني فنيا ، أو مضاعفا كرد ردا ومس مسا ، أو مهموزا ورئمت الدابة ولدها رأما أحبته ، (وشرط ابن مالك لفعل) المكسور (أن يفهم عملا بالفم) كلقم لقما وشرب شربا وبلع بلعا ، (ومنع ابن جودي قياسهما) أي : مصدري فعل وفعل ، فقال : لا تدرك مصادر الفعل الثلاثي إلا بالسماع ، فلا يقاس على فعل ولو عدم السماع.
فعل
(و) يطرد (لفعل) بالكسر (لازما فعل) بفتحتين صحيحا كان كفرح فرحا أو معتلا
__________________
(١) انظر السيرة النبوية لابن إسحاق ٢ / ٢١٨.
(٢) أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (٥٩٩٩).
(٣) أخرجه مسلم ، كتاب الأيمان ، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده (١٦٥٩).