ولم يحتج إلى ذلك في شر ، وبعضهم يحذف ألف (ما) لالتقاء الساكنين فيقال : (مخيره ومحسنه ومخبثه) ، (وكثر) حذفها منهما (في التفضيل) لكثرة الاستعمال نحو : هو خير من فلان وشر منه ، وندر إثباتها فيهما في قوله :
١٧٦٣ ـ بلال خير الناس وابن الأخير
وقراءة أبي قلابة : (مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) [القمر : ٢٦] ، كما ندر الحذف من غيرهما كقوله :
١٧٦٤ ـ وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا
(وما ورد بخلاف ذلك فشاذ مسموع) لا يقاس عليه (كأقمن به) من قولهم : هو قمن بكذا ، أي : حقيق ، صيغ من اسم ، وكذا قولهم : ما أذرع فلانة ، من امرأة ذراع ، أي : خفيفة اليد في الغزل كذا قال ابن مالك ، لكن حكى ابن القطاع : ذرعت المرأة ، (وما أخصره) من اختصر فهو من غير الثلاثي المجرد من مبني للمفعول ، (و) ما (أعساه) وأعس به من عسى وهو جامد (و) ما (أزهاه) من زهي وهو مبني للمفعول ، (و) هي (أسود من القار) كذا في حديث صفة جهنم من سود فهو أسود وسوداء ، وفي صفة الحوض : «ماؤه أبيض من اللبن» (٣) ، و «أشغل من ذات النحيين» من شغل وهي مبني للمفعول ، (قال أبو حيان) : وشذ أيضا (قولهم : ما أعظم الله وما أقدره) في قوله :
١٧٦٥ ـ ما أقدر الله أن يدني على شحط
__________________
١٧٦٣ ـ الرجز لرؤبة في الدر المصون ١٠ / ١٤٠ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في شرح التصريح ٢ / ١٠١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٧٠ ، وعمدة الحافظ (شرر) ، وشرح الأشموني ٣ / ٤٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٧٣.
١٧٦٤ ـ البيت من البسيط ، وهو للأحوص في ديوانه ص ١٥٣ ، والأغاني ٤ / ٣٠١ ، وتذكرة النحاة ٤٨ ، ٦٠٤ ، والحماسة الشجرية ١ / ٥٢١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٧٠ ، والعقد الفريد ٣ / ٣٠٦ ، وهو لمجنون ليلى في ديوانه ص ١٥٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٨٣ ، وعيون الأخبار ٢ / ٥ ، ولسان العرب ١ / ٢٩٢ ، مادة (حبب) ، ونوادر أبي زيد ص ٢٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١١.
١٧٦٥ ـ البيت من البسيط ، وهو لحندج بن جندج المرّي في شرح الحماسة للمرزوقي ص ١٨٣١ ، ومعجم البلدان ٣ / ٤٣٥ ، مادة (صول) ، والمقاصد النحوية ١ / ٢٣٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ١٦٤ ، والإنصاف ١ / ١٢٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٤٥ ، ١ / ١٠١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٧١٩.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب في الحوض (٦٥٧٩).