ويجوز أن يعوض مما حذف سواء كان ثلاثي الأصول أم رباعيه أم خماسيه ياء ساكنة قبل الآخر نحو : مطاليق في منطلق ، وفداكيس في فدوكس ، وسفارج في سفرجل ما لم يستحقها من غير تعويض نحو : لغيزى فإنه يقال فيه : لغاغز بفك التضعيف وحذف ألفه وياء قبل آخره ، لكن هذه الياء هي التي في المفرد فليست تعويضا من المحذوف في الجمع.
وقد تعوض هاء التأنيث من ألفه الخامسة تقول في حبنطى وعفرنى : حبانط وعفارن ، فإذا عوضت الياء قلت : حبانيط وعفارين ، أو الهاء قلت : حبانطة وعفارنة ، لكن باب تعويض الياء أوسع جدا ؛ لأنها يجوز دخولها في كل ما حذف منه شيء غير باب لغيزى وتعويض الهاء مقصور على ما ذكر.
وهاء التأنيث أحق بالاسم الذي حذفت منه ياء النسب عند الجمع من غيره ، مثاله أشعثي وأشاعثة وأزرقي وأزارقة ومهلبي ومهالبة.
ولا يجوز حذف الياء من مفاعيل ولا إثباتها في غيره كمفاعل وفواعل عند البصريين إلا في الضرورة كقوله :
١٧٧٥ ـ ألا إن جيراني العشيّة رائح |
|
دعتهم دواع من هوى ومنادح |
والأصل مناديح ؛ لأنه جمع مندوحة ، وقوله :
١٧٧٦ ـ سوابيغ بيض لا تخرّقها النّبل
والأصل سوابغ ؛ لأنه جمع سابغة ، وأجاز الكوفية الأمرين في الاختيار ، واستدلوا بقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) [الأنعام : ٥٩] ، والأصل مفاتيح ؛ لأنه جمع مفتاح ، وبقوله تعالى : (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) [القيامة : ١٥] ، والأصل معاذره ؛ لأنه جمع معذرة.
وتأول البصريون ذلك على أنه جمع مفتح بلا ألف ومعذار بألف ، ووافق ابن مالك الكوفيين فأجاز في سربال وعصفور سرابل وعصافر ، وفي درهم وصيرف دراهيم وصياريف ، ولا يفتتح باب مفاعل ومفاعيل بالحرف الذي لم يفتتح به المفرد ، بل أي حرف كان أول المفرد يكون أول هذه الجمعين كما مر في الأمثلة ، قال أبو حيان : وهذا الحكم
__________________
١٧٧٥ ـ البيت من الطويل ، وهو لحيان بن جبلة المحاربي في الأشباه والنظائر ٤ / ٢٢٧ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٧٠ ، ومعجم ما استعجم ص ١٧٣ ، ونوادر أبي زيد ص ١٥٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٧٠.
١٧٧٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٠٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٣٣ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٧٠٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٨١.