جمعها ، ولا خلاف أنه ما سمع من جمع القلة أكثر مما سمع من جمع الكثرة ، ولكن أهو من الكثرة بحيث يقاس عليه أم لا؟ واختيار ابن عصفور أنه لا ينقاس جمع الجمع لا جمع القلة ولا جمع الكثرة ، ولا يجمع إلا ما جمعوا ، ومن المسموع في ذلك أيد وأياد وأوطب وأواطب وأسماء وأسام وأسورة وأساورة وأبيات وأباييت وأنعام وأناعيم وأقوال وأقاويل وأعراب وأعاريب ومعن ومعنان ومصران ومصارين وحيشان وحشاشين وجمل وجماميل وأعطية وأعطيات وأسقية وأسقيات وبيوت وبيوتات وموال ومواليات بني هاشم ودور ودورات وعوذ وعوذات وصواحب وصواحبات يوسف وحدائد وحديدات وحمر وحمرات وطرق وطرقات وجزر وجزرات وأنصاء وأناص وهو ما رعي من النبات.
قال أبو حيان : فهذا ما جمع من الجمع في الكلام ، والمفرد يد ووطاب واسم وسوار وبيت ونعم وقول وعرب ومعن ومصير وحش وجمل وعطاء وسقاء وبيت ومولى ودار وعائذ وصاحبة وحديدة وحمار وطريق وجزور ونصو ، قال : وأما ما جاء في الضرورة فأعينات والبرعات وأيامنون ونواكسون وعقابين وغرابين.
أما جمع جمع الجمع فأثبته الزجاجي ، ومثله بأصائل وهي العشايا فإنه جمع آصال وآصال جمع أصل وأصل جمع أصيل كما تقول : رغيف ورغف ، ثم تشبه أصلا الجمع بعنق فتجمعه على آصال كما تجمع عنقا على أعناق ، ثم تشبه آصالا بأعصار لموافقته في الزيادة وعدد الحروف فتجمعه على أصائل ، وكان قياسه أصائيل لأجل الألف كأعاصير ، وبعضهم قال : إن أصلا قد استعمل في لسان العرب مفردا بمعنى أصيل ، فأصائل من جمع الجمع.
قال أبو حيان : وهذا أحسن من أن يجعل جمع جمع جمع ، قال : وذكر أبو الحسن بن الباذش أن النحويين على أن آصالا جمع أصيل كيمين وأيمان ، وأن أصائل جمع أصيلة كسفينة وسفائن ، وقد حكى يعقوب أصيلة في معنى أصيل ، فعلى هذا لا يكون أصائل من باب جمع الجمع ، ولا من باب جمع جمع الجمع ، قال : وهذا أولى من تكلف لا يضطر إليه انتهى.
وقال السهيلي : لا أعرف أحدا قال جمع جمع الجمع غير الزجاجي وابن عزيز ، قال أبو حيان : وظاهر كلام سيبويه أنه لا ينقاس جمع اسم الجمع ، ومن المسموع منه قوم وأقوام ورهط أراهط.
(ص) مسألة : ما دل على أكثر من اثنين ولا واحد له من لفظه إن كان وزنه