التصحيح وشبهه ، وفي هيهات ولات وجهان ، والأحسن وفاقا لأبي حيان سلامة ربت وثمت ولعلت.
(ش) إذا كان آخر الموقوف عليه تاء تأنيث في اسم فالأفصح إبدالها في الوقف هاء إن تحرك ما قبلها لفظا كفاطمه وقائمه وطلحه وغلمه ، أو تقديرا كالحياه والقناه فإن أصل هذه الألف حرف علة متحرك انقلبت عنه ، واحترز بهذا الشرط من نحو : بنت وأخت فإن تاءهما للتأنيث ، لكن لم يتحرك ما قبلها لفظا ولا تقديرا فيوقف عليها بالتاء لا بالهاء ، وخرج بقولنا : «في اسم» التاء التي تكون في الفعل نحو : قامت وقعدت ، وبقولنا : تاء التأنيث تاء التابوت والفرات فإنه مشهور اللغة الوقف عليها بالتاء ، وإن كان بعض العرب وقف عليهما بالهاء ، وبعض العرب لا يبدل وإن اجتمعت الشروط ، قال بعضهم : يا أهل سورة البقرت ، فقال مجيب : لا أحفظ فيها ولا آيت ، وقال الراجز :
١٧٩٩ ـ الله نجّاك بكفّي مسلمت |
|
من بعد ما وبعد ما وبعدمت |
كانت نفوس القوم عند الغلصمت |
|
وكادت الحرّة أن تدعى أمت |
قال أبو حيان : وعلى هذه اللغة كتب في المصحف ألفاظ بالتاء نحو قوله تعالى : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) [الدخان : ٤٣ ـ ٤٤] ، (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) [الزخرف : ٣٢] ، وسواء على اللغة الفصحى كانت التاء في مفرد أو جمع تكسير كما مثل ، أما جمع التصحيح والمحمول عليه كالهندات والبنات والأخوات وأولات فالأفصح الوقف عليه بالتاء ، ويجوز إبدالها هاء سمع : (دفن البناه من المكرماه) ، و (كيف الإخوة والأخواه؟).
قال أبو حيان : وكان القياس أن يكون الوقف بالهاء ؛ لأنها التي للتأنيث لكنهم أرادوا التفرقة بينها وبين ما تكون فيه للواحد كالسعلاة وعلقاة ؛ لأن التاء في المفرد بمنزلة شيء ضم إلى شيء ، والتاء في الجمع قريبة من تاء الإلحاق تحو تاء (عفريت) ؛ لأنها صارت مع التأنيث تدل على الجمع كالواو والنون في زيدين ، فصحت لذلك ، وفي «الإفصاح» : ما حكاه الفراء وقطرب من الوقف عليها بالهاء شاذ لا يقاس عليه ، وفي كتاب «اللوائح» لأبي الفضل الرازي أن الوقف عليها بالهاء لغة طيئ ، وفي هيهات وجهان إقرار التاء وإبدالها هاء ، وقد وقف عليها بالوجهين في السبعة ، وعلى لات ويا أبت.
__________________
١٧٩٩ ـ تقدم الشاهد برقم (١٧٢١).