قال أبو حيان : وأما ثمت وربت ولعلت فالقياس على لات سائغ فيوقف عليهن بالتاء والهاء ، قال : وقد ذهب إلى ذلك في ربت ابن مالك ، قال : والأحسن عندي الوقف عليها بالتاء كالوصل.
هاء السكت
(ص) ويوقف بهاء السكت وجوبا على فعل حذف آخره مع فائه أو عينه ، وما الاستفهامية إن جرت باسم وإلا فاختيارا ، ويجوز في حركة لا تشبه الإعرابية لا مبني للنداء ، أو قطع عن الإضافة ، أو اسم لا ، وكذا الماضي في الأصح ، وثالثها تلحق اللازم.
(ش) مما يختص به الوقف زيادة هاء السكت فيوقف بها على الفعل المعتل الآخر في الجزم ، أو في الوقف ، فإن كان محذوف الفاء نحو : لا تق زيدا وق عمرا ، محذوف العين نحو : لا تر زيدا أو ر بكرا ووقف عليه وجب إلحاق الهاء ؛ لأنه بقي على حرف واحد ، كما وجب رد الياء في نحو : مر ونحوه ، وإنما لم ترد هنا اللام المحذوفة ؛ لأن الموجب لحذفها قائم موجود وهو الجزم أو الوقف ، بخلاف مر فإن الموجب لحذف لامه قد زال في الوقف فلذلك كان الحرف اللاحق في ق ونحوه الهاء ، وكان لزومها في الوقف عوضا من المحذوف الذي هو الفاء والعين لا اللام.
وإن كان غير محذوف الفاء ولا العين فيختار إلحاق الهاء نحو : ارمه واغزه ولا ترمه ولا تغزه ويجوز تركها ، وإنما كان الأكثر والاختيار إلحاق الهاء في هذا النوع ؛ لأن الكلمة قد لحقها الاعتلال بحذف آخرها ، فكرهوا أن يجمعوا عليها حذف لامها وحذف الحركة ، ووجه اللغة الأخرى أن الكلمة قويت بالاعتماد على كونها على أكثر من حرف فشبهت بما لم يحذف منه شيء ، والمدغم في ذلك كغيره نحو : لم يضل الأكثر فيه لم يضله ، وما الاستفهامية إن جرت باسم نحو : مجيء م جئت وجب عند الوقف إلحاقها الهاء فيقال : مجيء مه ، وإن جرت بحرف نحو : لم تفعل وعم تسأل فالأحسن إلحاقها الهاء فيقال : لمه وعمه ، ويجوز لم وعم بالإسكان ، وإنما كان هذا ؛ لأن الجار الحرفي متصل كالجزء منها فصارت كأنها على حرفين فأشبهت ارمه.
وأما الاسم فليس متصلا بالشيء كاتصال الحرف فلزم كون الاسم على حرف واحد فأشبه قه ، والوقف بغير هاء فيما حرف الجر منه على أزيد من حرف واحد نحو : على م