وتنقل الحركة أيضا من مفعول إلى الساكن الصحيح قبلها ، وتحذف واوه باجتماع واوين ساكنين نحو : مصون والأصل مصوون ، فإن كان عين مفعول ياء كسرت الضمة المنقولة صونا من إبدال الياء بعدها واوا نحو : مبيع.
وما ذكر من أن المحذوف في المصدرين واو مفعول هو مذهب الخليل وسيبويه ؛ لأن حذف الزائد أولى من حذف الأصل ، ومذهب الأخفش أن المحذوف في الثلاثة عين الكلمة ؛ لأن حذفها أولى من حذف ما دل على معنى وهو المصدرية والمفعولية ، والكلام على ذلك مبسوط في «الأشباه والنظائر».
وربما صحح الإفعال والاستفعال وفروعهما ، سمع : أغيمت السماء إغياما ، وأغيلت المرأة إغيالا ، وأطيب وأطول ، قال :
١٨١٣ ـ صددت فأطولت الصدود
ولا يقاس على ما سمع من ذلك خلافا لأبي زيد ، وربما صحح مفعول سمع فرس مقوود وثوب مصوون ، ولا يقاس على ما سمع من ذلك خلافا للمبرد.
القلب
(ص) القلب إنما يقلب في المعتل والمهموز ، وذو الواو أمكن ، وبتقديم الآخر على متلوه أكثر ، ومن تقديم اللام على الفاء (أشياء) في الأصح فوزنها لفعاء لا أفعاء أو أفعال ، ويعرف بأصله واشتقاقه وصحته ، وكذا إذا أدى تركه إلى همزتين ، ومنع صرفه بلا علة على الأصح ، فإن لم يثبت فأصلان.
(ش) قال أبو حيان : «القلب تصيير حرف مكان حرف بالتقديم والتأخير ، وقد جاء منه شيء كثير حتى إن ابن السكيت ألف فيه كتابا ، ومع ذلك فلا يطرد شيء منه إنما يحفظ حفظا ؛ لأنه لم يجئ منه في باب ما يصلح أن يقاس عليه» انتهى.
وقد عقدت له نوعا في «المزهر» أوردت فيه ألفاظا جمة ، قال ابن مالك رحمهالله تعالى : وأكثر ما يكون القلب في المعتل والمهموز كهاري في هائر ، وشاكي السلاح في شائك ، ورائي في رايىء وآبار في أبآر ، ومنه في غيرهما (رعملي) في (لعمري).
وذو الواو أمكن فيه من ذي الياء ، قال أبو حيان : دليل ذلك الاستقراء فأكثر ما جاء
__________________
١٨١٣ ـ تقدم الشاهد برقم (١٤٠٢).