حيان : وإنما ادعى فيه القلب دون الشذوذ ؛ لأن باب القلب وإن كان لا يقاس أوسع ، وأكثر من باب الشذوذ.
الرابع : .... (١) فإن لم يثبت كون أحد اللفظين أصلا والآخر مقلوبا منه بدليل فكلا التأليفين أصل نحو : جبذ وجذب فإن جميع تصاريفهما جاء عليهما ، قالوا : جبذ يجبذ حبذا فهو جابذ ومجبوذ ، وقالوا : جذب يجذب جذبا فهو جاذب ومجذوب ، قال أبو حيان : فإن قلت : ما فائدة القلب ، وهلا جاءت التصاريف على نظر واحد؟ قلت : الفائدة في ذلك الاتساع في الكلام والاضطرار إليه في بعض المواضع.
الإدغام
(ص) الإدغام هو قسمان الأول في المثلين ، ويجب إن سكن الأول غير هاء سكت ، ولا همزة منفصلة عن الفاء ، ولا مدة في آخر أو مبدلة دون لزوم ، أو تحركا في كلمة إن لم يصدر أو لم يوصلا بمدغم أو ملحق ، ولا زيد أحدهما له ، ولا عرض تحريكهما ، ولا كانا واوين طرفين ، ولا في اسم ، قيل : أو فعل موازن ، أو صدره فعلا أو فعلا وفعلا أو فعلا.
(ش) قال أبو حيان : الإدغام هو آخر ما يتكلم فيه من علم التصريف ، وهو في اللغة : الإدخال ، ويقال : الادّغام ، وهو افتعال ، وهي عبارة سيبويه ، وعبارة الكوفيين : الإدغام إفعال ، وفي الاصطلاح : رفعك اللسان بالحرفين دفعة واحدة ووضعك إياه بهما وضعا واحدا ، ولا يكون إلا في المثلين والمتقاربين ، وهذا التقسيم إنما هو بالنظر إلى الأصل ، وإلا فلا إدغام إلا إدغام مثل في مثله ، ألا ترى أن المتقارب يقلب من جنس الحرف الأخير فيؤول إلى أنه إدغام مثل في مثل ، والإدغام يكون في الأسماء والأفعال أوجب ؛ لكثرة اعتلالها وذلك لثقلها ، ولذلك يدغم في الأفعال ما لا يدغم في الأسماء ، ألا ترى إدغامهم رد وفكهم شرر.
إدغام المثلين
وبدأ بإدغام المثلين كما هو عادة المصنفين في التعريف ، وهو واجب بشروط أن يسكن الأول نحو : (اضرب بكرا) ، ولم يكن هاء سكت بخلاف نحو : (مالِيَهْ هَلَكَ) [الحاقة : ٢٨ ـ ٢٩] ، فإنها إذا وصلت ينوى الوقف عليها والابتداء بما بعدها فيتعين الفك.
__________________
(١) يوجد سقط في الأصل.