نحو : الضمائر البارزة والمتصلة ونون التوكيد وعلامات التأنيث والتثنية والجمع ، وغير ذلك مما لا يمكن أن يبتدأ به.
الثالث : أن تكون إحدى الكلمتين لا يوقف عليها وذلك نحو : باء الجر ولامه وكافه ، وفاء العطف والجزاء ، ولام التأكيد ، فإن هذه الحروف لا يوقف عليها ، وخرج عن ذلك واو العطف ونحوها فإنها لا توصل لعدم قبولها للوصل.
الرابع : ما يذكر من الألفاظ : فتوصل (ما) إذا كانت ملغاة نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) [نوح : ٢٥](أَيْنَما تَكُونُوا) [النساء : ٧٨] ، (فَإِمَّا تَرَيِنَ) [مريم : ٢٦] ، و (إنما) و (حيثما) و (كيفما) ، و (أما أنت منطلقا انطلقت) ، وإذا كانت كافة نحو : (كما) و (ربما) و (إنما) و (كأنما) و (ليتما) و (لعلما).
واستثنى ابن درستويه والزنجاني (ما) في (قلما) فقالا : إنها تفصل وتوصل ب : (كل) إن لم يعمل فيها ما قبلها وهي الظرفية نحو : (كلما جئت أكرمتك) ، (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا) [البقرة : ٢٥] ، بخلاف التي يعمل فيها ما قبلها فإنها تكون حينئذ اسما مضافا إليه كل نحو : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) [إبراهيم : ٣٤].
وتوصل (ما) الاستفهامية بعن ومن وفي ؛ لأنها تحذف ألفها مع الثلاثة وتصير على حرف واحد فحسن وصلها بها نحو : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) [النبأ : ١] ، مم هذا الثوب ، (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) [النازعات : ٤٣].
ولا توصل (ما) الشرطية بواحد من الثلاثة ، قال أبو حيان : القياس يقتضي أن تكتب معها مفصولة ، وقال : في (ما) الموصولة مع الثلاثة ثلاثة مذاهب :
أحدها : أنها تكتب متصلة معها لأجل الإدغام في عن ومن ، وهو مذهب ابن قتيبة نحو : رغبت عما رغبت عنه ، وعجبت مما عجبت منه ، وفكرت فيما فكرت فيه.
والثاني : أنها تكتب مفصولة على قياس ما هو من كلمتين ، وهو قول أصحابنا ، وبه جزم ابن عصفور وهو أرجح ؛ لأنه الأصل ، ولأن علة الوصل الآتية في (ممن) وهو التباس اللفظين خطا مفقودة في (مما).
والثالث : أن الغالب تكتب موصولة ويجوز كتبها مفصولة ، وهو اختيار ابن مالك.
وفي (ما) مع (نعم) و (بئس) وجهان حكاهما ابن قتيبة : الفصل على الأصل ،