الله يحشر الناس الأولين والآخرين) ، ومقابلة نحو : (الصلاة الوسطى) ، والتفصيل نحو : (مررت برجلين عربي وعجمي).
(ويوافق متبوعه تعريفا وتنكيرا) سواء كان معناه له أو لما بعده ، فهو كما قال ابن مالك : أولى من التعبير بمنعوته ؛ لأنه إنما يصدق حقيقة على الأول ، ولأنه يشمل المقطوع ولا تجب الموافقة فيه ، ولا يطلق عليه تابع وإنما وجبت الموافقة في ذلك حذرا من التدافع بين ما هما في المعنى واحد ؛ لأن في التعريف إيضاحا ، وفي التنكير إبهاما ، والنعت والمنعوت في المعنى واحد فتدافعا.
(وشرط الجمهور ألا يكون أعرف) من متبوعه ، بل دونه أو مساويا له نحو : رأيت زيدا الفاضل والرجل الصالح ، نعم يجوز كونه أخص نحو : (رجل فصيح ولحان) ، و (غلام يافع ومراهق) ، وقال الفراء : يوصف الأعم بالأخص نحو : مررت بالرجل أخيك ، وابن خروف : توصف كل معرفة بكل معرفة كما توصف كل نكرة بكل نكرة من غير ملاحظة تخصيص ولا تعميم ، قال : وما ذهب إليه الجمهور دعوى بلا دليل (وجوز الكوفية التخالف في المدح والذم) ومثلوا بقوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ) [الهمزة : ١ ـ ٢] ، فجعلوا (الذي) صفة لهمزة (و) جوز (الأخفش وصف النكرة بالمعرفة إذا خصصت) قبل ذلك بالوصف ، وجعل منه قوله تعالى : (فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ) [المائدة : ١٠٧] ، قال : (الأوليان) صفة (لآخران) ؛ لأنه لما وصف تخصص ، (و) جوز (قوم عكسه) أي : وصف المعرفة بالنكرة (مطلقا) ومثل بقوله :
١٥٣٢ ـ وللمعنى رسول الزّور قوّاد
قال : (قواد) صفة المعنى.
(و) جوز أبو الحسين (ابن الطراوة) وصف المعرفة بالنكرة (إذا كان الوصف خاصا بالموصوف) لا يوصف به غيره كقوله :
١٥٣٣ ـ في أنيابها السّمّ ناقع
__________________
١٥٣٢ ـ البيت من البسيط ، وهو للأحوص الأنصاري في ديوانه ص ١١٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٤٤.
١٥٣٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٣٣ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٥٧ ، والحيوان ٤ / ٢٤٨ ، وسمط اللآلي ص ٤٨٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٠٢ ، والكتاب ٢ / ٨٩ ، ولسان العرب ٤ / ٥٠٧ ، مادة (طور) ، ٥ / ٢٠٢ ، مادة (نذر) ، ٨ / ٣٦٠ ، مادة (نقع) ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٧٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٧٣ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٩٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٣٣.