كالقصر المشيد ، ويصعد إليها على أدراج. والمأوى المبارك منها مغارة صغيرة في وسطها ، وهي كالبيت الصغير. وبإزائها بيت يقال : إنه مصلى الخضر ، صلى الله عليه وسلم ، فيبادر الناس للصلاة بهذين الموضعين المباركين ، ولا سيما المأوى المبارك ، وله باب حديد صغير ينغلق دونه. والمسجد يطيف بها ، ولها شوارع دائرة ، وفيها سقاية لم ير أحسن منها ، قد سيق إليها الماء من علو ، وماؤها ينصب على شاذروان في الجدار متصل بحوض من رخام ، يقع الماء فيه ، لم ير أحسن من منظره. وخلف ذلك مطاهر يجري الماء في كل بيت منها ، ويستدير بالجانب المتصل بجدار الشاذروان.
وهذه الربوة المباركة رأس بساتين البلد ومقسم مائه ، ينقسم فيها الماء على سبعة أنهار ، يأخذ كل نهر طريقه ، وأكبر هذه الأنهار نهر يعرف بثورا ، وهو يشق تحت الربوة ، وقد نقر له في الحجر الصلد أسفلها حتى انفتح له متسرب واسع كالغار ، وربما انغمس الجسور من سباح الصبيان أو الرجال من أعلى الربوة في النهر واندفع تحت الماء حتى يشق متسر به تحت الربوة ويخرج أسفلها ، وهي مخاطرة كبيرة.
ويشرف من هذه الربوة على جميع البساتين الغربية من البلد ، ولا إشراف كإشرافها حسنا وجمالا واتساع مسرح للأبصار. وتحتها تلك الأنهار السبعة تتسرب وتسيح في طرق شتى ، فتحار الأبصار في حسن اجتماعها وافتراقها واندفاع انصبابها. وشرف موضوع هذه الربوة ومجموع حسنها أعظم من أن يحيط به وصف واصف في غلو مدحه. وشأنها في موضوعات الدنيا الشريفة خطير كبير.
ويتصل بها أسفل منها ، بمقربة من المسافة ، قرية كبيرة تعرف بالنيرب ، قد غطتها البساتين ، فلا يظهر منها إلا ما سما بناؤه. وبها جامع لم ير أحسن منه ، مفروش سطحه كله بفصوص الرخام الملون ، فيخيل لناظره أنه ديباج مبسوط. وفيه سقاية ماء رائقة الحسن ، ومطهرة لها عشرة أبواب ، يجري الماء فيها ويطيف بها. وفوقها لجهة القبلة قرية كبيرة ، هي من أحسن القرى ، تعرف بالمزة ، وبها جامع كبير وسقاية معينة ، وبقرية النيرب حمام ، وأكثر قرى هذه البلدة فيها الحمّامات.
وفي الجهة الشرقية من البلد ، عن يمين الطريق إلى مولد إبراهيم ، عليه السلام ، قرية تعرف ببيت لاهية ، يريدون الآلهة. وكانت فيها كنيسة هي الآن مسجد مبارك ، وكان