المحمدي. وليس دون أبيه في حزم ، ولا عزم ، ولا إقدام ، فأما الكرم فهو مشهور عنه ، مذكور به ، منسوب إليه.
هذه أخبار (آل) (١) نجاح ملوك زبيد من الحبشة
لم يزل المؤيد نصير الدين نجاح مالكا لتهامة ، من أعمال ابن طرف إلى عدن ، وملوك الجبال تعظم دولته ، وتتقي صولته ، إلى أن قتله الداعي علي بن محمد الصليحي [على يد](٢) جارية أهداها إليه سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة ، وتماسك بنو نجاح بتهامة بعد أبيهم سنتين ، والأمر لمولى لهم يقال له كهلان وهم في حد عزم الكمال ، وبعضهم دون البلوغ. ولم يلبث الداعي علي بن محمد الصليحي أن أزالهم (٣) ، وافترق آل نجاح بعد حصولهم في جزيرة دهلك. فأما معارك الأكبر فقتل نفسه غبنا ، وأما الذخيرة فكانت حالفة (٤) ، وأما سعيد الأحول ـ وهو قاتل الصليحي ـ و (جياش) (٥) ، فكانا رجلي البيت ، ما منهما إلا من تأدب ، وعاش وكاثر. ولكن أباهما نجاحا كان يرشح أخاهما الأكبر للأمر ، وهو معارك. وأما جياش فإنه تنكر ، ودخل إلى زبيد فاستخرج وديعة كانت له عند عبد الرحمن بن طاهر القيبي وعاد إلى دهلك مدة أيام الصليحي ، عاكفا على العلم حتى برع. وأما سعيد الأحول وهو أكبر من جياش ـ وهما شقيقان ـ فكان أمره أعجب ما ذكر وذلك أنه خرج من دهلك إلى زبيد مغاضبا لأخيه جياش ، حين نهاه جياش عن الغدر
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق.
(٢) في الأصل : مع.
(٣) أي في سنة ٤٥٥ ه. (كاي).
(٤) يقال هذا غلام محلف أي مشكوك في احتلامه لأن ذلك ربما دعاه إلى الحلف.
والمعنى أن الذخيرة بنت نجاح لم تبلغ سن الاحتلام.
(٥) لم يذكر اسم جياش في الأصل.