ترجمة حواشي «كاي» والتعليق عليها
حاشية [١] : الدعاة ـ واللفظ مشتق من الدعوة ـ وكانوا رسلا يستخدمهم الإسماعيلية لنشر دعوتهم ، وكان رئيسهم في عهد الفاطميين (أو الإسماعيليين) يقيم بالقاهرة ويلقب بداعي الدعاة. ولم يكن هذا اللقب يقل مرتبة عن قاضي القضاة ، بل كثيرا ما كان يتقلد المنصبين شخص واحد (١). وقد ظن أن الكلمة (داعي) هي نفس كلمة (داي) التي يطلقها الأوربيون على حكام الجزائر ، غير أنه من المستبعد أن تكون كلمة (داي) أصلها من كلمة (داعي) ، إذ جاء في كتاب «المؤنس في أخبار إفريقية وتونس لابن أبي القاسم الرعيني» ، بعد أن ذكر فتح الترك لتونس ، وتحكم الباشوات قال :
__________________
(١) وسلسلة رجال الدعوة الإسماعيلية منقولة من المراجع الإسماعيلية اليمنية القديمة هي : ١ ـ الناطق ـ ٢ ـ الوصي ـ ٣ ـ الإمام ـ ٤ ـ الباب ـ ٥ ـ الحجة ـ ٦ ـ الداعي : أ ـ داعي البلاغ ب ـ الداعي المطلق ح ـ الداعي المحسور. ٧ ـ المأذون : أ ـ المطلق ب ـ المحسور ح ـ المحدود. ٨ ـ المكاسر ـ ٩ ـ المؤمن البالغ ـ ١٠ ـ المستجيب.
وجاء في كتاب زهر المعاني تفسير وجيز لمدلولات هذه الدرجات : «فالناطق هو النبي صلى الله عليه وآله وسلّم» والوصي هو علي ، والإمام يكون من نسل علي ، والباب كانت هذه الوظيفة في أول نشأتها سرية ، لا يعرف بها ولا بصاحبها إلا رجال الدعوة المقربين ، ولما تركز الحكم الفاطمي أعلنوا هذه الوظيفة ورفعوا الستار عن صاحبها ، فأصبحت الوظيفة خطيرة لأن منها ينبع التوجيه السياسي والديني والعلمي ، ولا يمنح هذه اللقب إلا لمن سبق أن تدرج في مراتب الدعوة. ويعتبر الباب (داعي الدعاة) الصلة بين الإمام وبين حدود الدعوة ، كما يتضح ذلك من قول المؤيد في الدين الشيرازي عند كلامه عن داعي الدعاة القاسم بن عبد العزيز بن محمد بن أبي حنيفة النعمان في عهد المستنصر : «وتوجهت بعد ذلك إلى المرسوم بالقضاء والدعوة الذي كان باب خطتنا ونحن بالبعد ، والواسطة بيننا وبين مجلس الإمامة» (سيرة المؤيد : ٨١ ـ ٨٢) ، ومن أعماله رياسة الدعوة الفاطمية ، وأخذ العهد على المريدين مباشرة أو بواسطة (خطط : ١ / ٢٩١). والحجة معناها رئيس الدعوة في بحر (إقليم) من بحار الدعوة. وسنرى أن سلطة الملكة أروى بنت أحمد الصليحية قد اتسعت كثيرا عند ما أصبحت حجة الإمام في بلاد اليمن (الملكة أروى : ٦٧).