على باب داره ـ فيجده لا يتسع من كثرة الناس الذين لا يستطيعون الخروج في لقائه.
فصل فيما شاهدت بخط كتابه
رأيت جريدة الصدقات (١) التي يدفعها عند دخوله إلى زبيد للفقهاء والقضاة والمتصدرين في الحديث ، والنحو واللغة وعلم الكلام والفروع (والمدرسين والمفتين) (٢) اثني عشر ألف (دينار) (٣). في كل سنة ، خارج عن صلة العسكر ، مع كثرتهم. وحكى لي عبيد بن بحر وغيره : أن الهدايا التي يدفعها كل سنة ، برسم حواشي السلطان ، من الجهات والأزمة ، ووصفان الخواص ، عشرون ألف دينار. وهذه صلة (٤) خارجة عن أرزاقهم المستقرة (٥) وحدثني غيرهم : أن المحمول من أعماله إلى بيت ماله (٦) في كل سنة ستون ألف دينار ، وأن المحمول من بيت مولاته الحرة وحواشيها وترائبها ، ومن يلوذ بها ، على وجه الهدية خمسة عشر (٧) ألف دينار.
فصل : كان القائد أبو محمد سرور الفاتكي رحمه الله ، يخرج إلى مسجده بعد نصف الليل أو ثلثه ، وكان أعلم الناس جميعا بالمنازل وبالأنواء ويقول : إنما (٨) أخرج في هذا الوقت ، لعل أحدا من أهل البيوتات ، وأرباب الستر لا يقدرون على الوصول إلى عندي بالنهار ، إما لكثرة الناس أو لفرط
__________________
(١) في خ : الصدقة المعتاد.
(٢) زيادة من سلوك.
(٣) زيادة من خ.
(٤) في الأصل : هذه وصلة.
(٥) في سلوك : المستمرة.
(٦) في خ : إلى بيت مولاه.
(٧) في خ ، في سلوك : اثني عشر ألفا.
(٨) في الأصل : أنا والتصحيح من خ ، سلوك.