وقد عجز الفاطميون عن فتحها في أول الأمر رغم الحملات (١) المتعددة التي أرسلوها لهذا السبب ، وذلك لأن الدولة الأخشيدية بها كانت لا تزال قوية ، فلما ضعفت بسبب الجوع والقحط الذي انتاب البلاد ، وبسبب موت كافور الأخشيدي سهل على جيش المعز أن يفتحها في السنة المذكورة.
حاشية [١٤٣] : يضيف الديبع هنا أن ابن الأسد (٢) تقلد وظيفة الداعي في عهد الخليفتين الحاكم والظاهر (٤١١ ـ ٤٢٧) ، كما تقلدها في السنوات الأولى من خلافة المستنصر (٤٢٧ ـ ٤٨٧ ه.).
حاشية [١٤٤] : أظن أن هذه الكلمة بدلا من أن تكون الأحراج أو الأخراج يجب أن نقرأها الأخروج. ويقول الهمداني بأن الأخروج في المنطقة السفلى من حضور. وكان في عهده موطن لبني الصليحي الهمدانيين (انظر حاشية جلازر ص ٣٨ ، ١٠).
ويرى جلازر أن هذه المنطقة هي نفس (حجرة الحديثة) الموجودة على خريطته شرقي حراز. وأضيف أن المقدسي ذكر هذا الموضع ، وقد ضبطه الأستاذ دي خوي في طبعته لكتاب المقدسي بهذا الضبط (أخروج) (٣).
__________________
(١) أرسلت لذلك ثلاث حملات : الأولى سنة ٣٠١ ه. والثانية سنة ٣٠٧ ه. والثالثة سنة ٣٢١ ه. واستمرت الأخيرة حتى عهد القائم بن المهدي سنة ٣٢٤ ، ولقد فشلت هذه الحملات الثلاثة لأن البلاد كانت من القوة بحيث استطاعت أن ترد عنها غارات الأعداء (مصر في العصور الوسطى : ١١٤).
(٢) هو يوسف بن أحمد بن الأشح ، هكذا ورد اسمه في (العيون : ٧ / ١ ـ ٢ ؛ نزهة : ١ / ٣٢ ـ ٣٣) ؛ وقال صاحب الكشف : ٤٢ : إن اسمه «يوسف بن الأسح» ؛ ولكن صاحب السلوك ١٥٢ قال : إن اسمه «ابن الأسح ، وصححها (كاي) نقلا عن القرة بالأسد» ، وهذا كله تحريف وتصحيف ، والذي ذكره إدريس في العيون قد اتبعناه (راجع : الصليحيون : ص ٥٧).
(٣) الأخروج : قال أبو محمد الهمداني (صفة : ١٠٦) عند كلامه على مخلاف حضور : «ويتصل بها ـ أي بسافلة حضور ـ بلد الأخروج بن الغوث بن سعد ... وببلد الأخروج اليوم الصليحيون من همدان» ؛ راجع أيضا الإكليل : (١٠ / ٩٩) ، وتعليق محب