دعاني وقبّلني ، فلما قمت أخذ بساقي وقال قولي لأبيك : قد رضيت ، فأنكحها إياه. فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب ، فعاش حتى كان رجلاً ثم مات ... » (١).
وقال ابن عبد البرّ القرطبي ـ المتوفى سنة ٤٦٣ هـ ـ ما هذا لفظه :
« أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ولدت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم ، أمّها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم.
خطبها عمر بن الخطاب إلى عليّ بن أبي طالب فقال : إنها صغيرة. فقال له عمر : زوجنيها يا أبا الحسن ، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد. فقال له علي رضي الله عنه : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها.
فبعثها إليه ببرد وقال لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك. فقالت ذلك لعمر. فقال : قولي له : قد رضيت رضي الله عنك.
ووضع يده على ساقها فكشفها.
فقالت : أتفعل هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى جاءت أباها فاخبرته الخبر وقالت :
بعثتني إلى شيخ سوء!
فقال : يا بنية إنه زوجك.
فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة ـ وكان يجلس فيها المهاجرون
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٨٢.