أقاصي الأندلس من غربها وعربها وكان ابتداء أمرهم في المائة السابعة ، وكانوا يخطبون لصاحب أفريقية المتغلب عليها وهو أبو زكريا يحيي بن أبا محمد عبد الواحد (١١٤) وإلي هنا تقلصت تلك الظلال ، ودخل على الجزيرة الإنحلال ولم ينتظم أمرها ولا يعود إلى حال ، وأستولت علي أكثرها النصاري.
وأما آل حمود من ولد إدريس بن عبد الله فلا زالت أعقابهم تستخلف الأعقاب وذريتهم في المغربين الأعلى والأسفل تدعا للأرباب ، مع تصويب أحوال الملك وتصعيده وتقريبه وتبعيده إلى هذه الغاية سنة ١١٨٧ ه وأظن لم يبق تحت أيديهم إلا المغرب الأقصي (١١٥) في هذه المدة التي نحن فيها ، وملوك الإدريسية في أفريقية وأشبيلية وأكثر نواحي الأندلس منهم والأكثر الآن قد غلب عليها الأفرنج مما يلي ديارهم وأما المشار اليه في التاريخ ومن أجله وضعه المؤلف (١١٦) رحمه الله وهو ابن
__________________
(١١٤) أبو زكريا يحي بن أبا محمد بن عبد الواحد الحفصي ، وقد استقر بحكم أفريقية سنة ٦٢٥ ه).
(١١٥) وهنا يشير المؤلف في الهامش قائلا «والمغرب الأقصى هو المسمى الآن بالمغرب الجواني.
(١١٦) في الأصل : المألف.