الأموي فيها ، مقدما وصفا تفصيليا عن بنائه. وهي عنده جنة الدنيا ، كما يقول ، ويصدق فيها قول القائل :
عرّج ركابك عن دمشق لأنّها |
|
بلد تذل لها الأسود وتخضع |
ما بين جانبها وباب بريدها |
|
بدر يغيب ، وألف بدر يطلع |
ولا يخفى الغزل في نساء دمشق في البيت الثاني.
ومن الشام يعود المؤلف إلى مصر فالحجاز حيث يبلغ بندر جدة في الأول من شعبان سنة ١٢٨٩ ه ، الموافق ٤ أكتوبر ١٨٧٢ م ، ومنها إلى مكة المكرمة حيث ينتهي سرد أحداث رحلته. ولا يذكر كم مدة بقي في جدة ، ولا يذكر متى غادر إلى مكة ، ولكننا نرجّح أن مقامه بجدة لم يطل ، وما كانت إلا نقطة وصوله البحرية للعبور إلى الديار المقدسة. وقد سبق أن زارها من قبل ولم يطل المكث فيها. ووجدنا من عادته في تأليفه هذا أن يذكر مدة الإقامة حين تزيد وإن قليلا.
وعند ما نحاول التعرف على شخصية الكاتب من خلال رحلته فأول وأبرز سمة هي سمة الالتزام الديني. فبين أيدينا نص لفقيه وقور ممتثل لأوامر الشريعة فيما يأتي ويترك. وقد رأينا أن أهم سبب لرحلته هذه كان سببا دينيا ، إذ هو «... إحياء سنة من سنن الأنبياء والسادة الأتقياء» ، كما قال. وهنا نشير إلى أن بداية الرحلة الحقيقية