ويبنونها وينوّرونها ويجعلون على أبوابها الحجر المنحوت وإذا مات لهم ميت كشفوا الحجر وأدخلوه ، وتجتمع أموات كثيرة في كل سرداب. وطوارق (١) النساء يزينونها ويجعلون على رأس الميتة عودا مستمرا بالنعش ، وفيه شعر يزينونه بالحلي ، ويلقون في الشعر مشاخص ذهب وشيئا من زينة النساء. رأيناهم يمرون بطارقة على هذه الصفة ، وأخبرونا بذلك وعندهم تخرج النساء خلف الجنائز ، يكون الرجال أمام الطارقة والنساء خلفها. وطوارقهم بخلاف طوارقنا يحملها ثلاثة أنفار ؛ اثنان قدام وواحد خلفها ، والنساء نائحات خلف الجنازة مخالفين للسنة.
وأيضا دخلنا بيت النزهة الذي هو في بستان القلعة مزخرف مما لا نهاية ، وفيه ديوان المناصب إذا تولى حاكم يقعد فيه للتهنئة ، وكذلك أيام الأعياد يقعد فيه والي مصر. وفيه مواضع إذا دخلت موضعا تراه أحسن من الآخر. والحاصل أنه محل مملكة. وقد بلغنا أن السلطان عبد العزيز حين قدم إلى مصر سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف نزل فيه.
__________________
(١) جمع طارقة ، وهي آلة خشبية يحمل عليها الميت.