ورأينا بروجا بنوها للحمام مثل ما رأينا ، ويذكرون أنهم يبيعون من روثها بمقدار كل شهر يبلغ ألف ريال ، وذلك يأخذه الزرّاع. فلما وصلنا البهنسا زرنا الشهداء بفضل الله وكرمه ، ورأينا موضع القتال ومسجد الصحابة وهو لم يبق إلا أثره ، ورأينا بين المسلمين المكان الذي استشهدت فيه نساء المسلمين ، ورأينا موضع كلب الروم على كثيب عال ، حيث ما كان يحرض أصحابه على القتال. ورأيت في ذلك الموضع جماجم على حالها لم تتغير بشعورها ، يذكرون أنها جماجم المسلمين متوارية بالأحجار.
والشهداء المعروفون عليهم قبب كل جماعة في قبة ، والذين غير معروفة أسماؤهم عليهم علامات من الحجارة. ويذكرون أن الوادي كله مليء بالقتلى ، جاعلين علامة بين قتلى المسلمين وقتلى المشركين حجرا على طول محل الوقائع التي صارت. وهو واد متسع ، ورأينا موضع الكنيسة وشيئا من آثارها ، وهو من الحجر الرخام.
والبلد على نهر يوسف عليهالسلام والنهر يجري في وسط البلد. وهي قديمة كلها خراب بيوتها خربة. وأما حدودها فعلى ما رأينا كبيرة.