ويكشف النص عن إعجاب السيد حمود البوسعيدي بما رأى من مظاهر الحياة العصرية في الأماكن التي زارها مما يتصل بالصناعة والاتصالات والنقل والقصور والحدائق والحياة العلمية الزاهرة ، مما يغيب أو يحضر بضعف في البيئة التي قدم منها. وهو يسمي الماكينات عامة بالكرخانة ، فيتحدث عن مشاهدته لكرخانة الكتب في القاهرة أي مطبعة الكتب ، وأن بها عشرة من العلماء لتصحيح الكتب ، ومتحدثا عن صناعة الورق وطريقتي الطبع المختلفتين ؛ بالحجر والرصاص. أما كرخانة السراج فهي المولدات الكهربائية الكبيرة التي راعه كيف أنها تشعل المصابيح في البيوت والطرقات. أما في دمشق فتستوقفه آلة صب الحديد وبرمه ، فيقول : «ورأينا فيها كارخانات تعمل الحديد وآلة مراكب الدخان والكراكات التي تحفر البحر ، والمحل الذي يصلحون فيه المراكب ، وفيها يصبون الحديد مثل الرصاص ، وعندهم آلات تقطع الحديد وتبرمه وتسحله مثل الشمع ليس مثل الخشب بل الخشب أقوى منه وهو بارد بلا إدخال النار. تكفي حكمتهم. ولا تسمع له حسا وقت القطع. وشيء من الآلات تطرق الحديد وتشرخ الأخشاب وتقطعه للنجار ، وهي تعمل بالنار. وهذه الكرخانات للفرنسيس».
وهو يقف مسجلا ما يراه في رحلته من أمور عجيبة كما فعل في