حديثه عن أهرامات مصر وخبر بنائها الذي هو كالأسطورة ينقله عن كتب التاريخ ، نعرض عن سرده هنا حتى يراه القارئ في محله. ثم ينقل بيتين محكمين لأحد الشعراء يصف فيهما الهرمين اللذين قال أنهما منسوبان لشدّاد بن عاد :
خليليّ ما تحت السما من بنيّة |
|
تماثل في إتقانها هرمي مصر |
بناء يخاف الدهر منه ، وكلّ ما على |
|
ظاهر الدنيا يخاف من الدّهر |
وفي الشام يصل يافا أولا ويروقه تنظيمها إذ هي : «متفردة بشكلها فوق جبل. والبيوت فوق بعضها البعض ، وشيء من الطرق يوصل للغرف العالية. وبنيانها أغلبه بالحجارة المنحوتة». ويشير إلى جودة فواكهها وإلى سكانها من النصارى الذين أثنى كثيرا على أقوالهم وأفعالهم الموافقة للمسلمين ، ويتعرف هناك على الفرق بين القسيسين والرهبان. فالقسيسون يخالطون الناس في الكنائس وغيرها ، والرهبان ينقطعون في الصوامع ولا يخالطون الناس. وتكون بينه وبينهم حوارات عديدة.
ويسافر على الخيل إلى بيت المقدس ، فيجدها مدينة كبيرة عليها سور وأرضها غير مستوية ، وبيوتها قديمة ، وأغلب سكانها نصارى ويهود ، والمسلمون بها قليل. ويقدم وصفا دقيقا للمسجد الأقصى ،