فيقول : «وهو مسجد عظيم لا مثيل له ، يعجز الوصف عن وصفه. وفيه محاريب الأنبياء عليهمالسلام. ونزلنا أسفله ورأينا بناءه القديم الذي بناه النبي سليمان بن داؤد عليهماالسلام ، وهو بالحجارة. والبناء الثاني وضع على أساسه السابق ، وكل محراب في محله على أساسه ، هكذا أخبرونا». ثم يستطرد في وصف جمال بنائه وفخامته.
كما يقدم وصفا آخر عن كنيسة القيامة التي تعود إلى زمن الجاهلية ، وما بها من زينة وزخرف وأواني ذهب وفضة وتماثيل ، وينقل ما رأى بأسلوبه الفريد في التصوير : «وزعمهم (أي النصارى) أنه الموضع الذي قتل فيه سيدنا عيسى عليهالسلام ، ما تركوا شيئا من ذلك حتى الدم مصور ، وموضع ما دفن صورة قبر على حجر مثل الكهرب وعليه شيء كثير مما ذكرته. وصورة سيدتنا مريم في صباها وعليها من اللباس والحلي والجواهر ما لا يوصف. الحاصل أن العقل لا يسع ما رأينا ويعجز الواصف عن وصفه».
كما يشير إلى أمر غريب رآه وتأكّد منه بنفسه ، وهو أن قرب قبر النبي موسى كليم الله في الجبال لا يتيسّر الحطب والناس يشعلون الحجر فيوقد نارا ويطبخون عليه. وقد جرّب الكاتب ذلك الأمر فوجده