كثيرة في القدس ولكن الاعتماد عندهم على الذي ذكرناها.
واتفق لنا يوم الجمعة في القدس ورأينا المسلمين في صلاة الجمعة قليلين نحو أربعمائة إنسان يزيدون أو ينقصون ، والمسجد خاو ، كأنها ليست بصلاة جمعة من قلة المسلمين في ذلك المحل ، والله المستعان. بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ. وقبر نبي الله العزير صلوات الله عليه خارج البلد ، بعده عن البلد مقدار ساعة إلا ربع ، وأن كهفه الذي كان يتعبد ويسكن فيه على حد قولهم قرب قبره.
وسيدنا موسى نبي الله الكليم ، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام ، قبره بعيد عن البلد بمقدار أربع ساعات ونصف إلى خمس ساعات ، وطريقه صعبة ومخيفة ، والسير إليه بعسكر. ورأينا من كراماته حجرا في الموضع الذي هو فيه يشتعل مثل الفحم ويطبخون به ، لأن تلك الجبال التي حوله عديمة الشجر ولا يتيسر الحطب للزوار ، وربما لأجل ذلك صارت هذه الكرامة لمن أراد أن يوقد نارا يأخذ بعض الحطيبات الصغار بقدر ما يشعل الحجر ويطبخ به ما شاء من المأكولات ويشوي به اللحم ، والمراد إنه مثل الفحم وله رائحة النار. ورأيناه يشتعل عيانا ومع ذلك فإنه إذا خرج عن أرض القدس بطل عمله ، والله تعالى أعلم.