يصبون الحديد مثل الرصاص ، وعندهم آلات تقطع الحديد وتبرمه وتسحله مثل الشمع ليس مثل الخشب بل الخشب أقوى منه وهو بارد بلا إدخال النار. تكفي حكمتهم. ولا تسمع له حسا وقت القطع. وشيء من الآلات تطرق الحديد وتشرخ الأخشاب وتقطعه للنجار ، وهي تعمل بالنار. وهذه الكرخانات للفرنسيس.
ثم صعدنا المنارة التي فيها الفانوس وهي صب وفي بطنها سلم حديد ، وطولها مائتان وتسعة وثمانون درجة ، وفي الخارج خمس درجات والجملة مائتان وأربع وتسعون درجة. وفي أعلاها الفانوس الدوار طول الليل يدور ويشعل مثل الكوكب له لمعان بخلاف باقي الفوانيس التي تدور مثل الساعات. ويشعلونه من أسفل المنارة بالأدوات وكله بالنار. وفيها سلك من أعلاها إلى أسفلها يكلمون بعضهم بعضا بالسلك.
رجعنا إلى ذكر ملوك الشام. أولهم معاوية بن أبي سفيان ، تولى عشرين سنة ، وتوفي ودفن بدمشق. ثم تولى بعده ولده يزيد بن معاوية ، تولى ثلاث سنين وتوفي ، ودفن بدمشق. ثم تولى من بعده معاوية بن يزيد وتولى أربعين يوما ، وتوفي ودفن بدمشق. ثم مروان بن الحكم ، فعبد الملك بن مروان وتولى نيفا وعشرين سنة ، وتوفي