ودفن بدمشق. وخلفه من بعده الوليد بن عبد الملك بن مروان ، ومات ودفن بدمشق. ثم من بعده عمر بن عبد العزيز ، ومات ودفن بدمشق. رجعلنا إلى ذكر البحيرة. (١)
ورأينا بحيرة من المنارة وهي بين نبط سعيد ودمياط. وهذه البحيرة عليها جملة بلدان يسير الإنسان لها أياما ، وبحرها أقل من قامة الإنسان لا تسافر فيه غير السفن الصغار وليس لهن هيارب من أسفلهن ألواح وفيها آية من الصيد والطير ، شيء كثير. ويذكرون أنها مؤجرة في كل سنة بستين ألف جني طبع مصر ، من خمسة ريالات إلى ثلاثة لكل ريال ، مدخولها لإسماعيل باشا والي مصر طرق من البحر الكبير.
ودمياط بلد يسير إليها القاصد من نبط سعيد في البحيرة والمسافة بينهما وضح (٢). ويسير لها كذلك من البحر الكبير ومن مصر في جاري الدخان ، هكذا أخبرونا ، والله أعلم.
ثم سافرنا من نبط سعيد إلى الإسماعيلية في ماشوة الدخان الكبيرة يسمونه مركب البوسطة ، وكان سفرنا في البحر الجديد ، وأخذنا في البحر ست ساعات تزيد وتنقص. ثم مشينا في الأماكن
__________________
(١) وردت هذه الفقرة في المخطوط الثالث ١١٢٤ ه ، ورقة ٥٩ / ب ـ ٦٠ / أ.
(٢) الوضح مدة زمنية مخصوصة ، ويستخدم في اللهجة العمانية لحساب أجر العمال. ينظر حمد بن محمد المرجبي ، مغامر عماني في أدغال أفريقيا ، (وزارة التراث والثقافة : ٢٠٠٦) ، ترجمة د. محمد المحروقي ، ط ٢ ، ص ١٦٢.