ابن عبد البر : إنه دفن بجانبها وكان بوصية منه ، وكذا قيل : إن رأس أخيه الحسين هناك. بل قيل : إن بدن أبيهما علي هناك ، حمله ابنه الحسن ودفنه ، ثم وهناك زين العابدين علي بن الحسين ، وابنه محمد الباقر وابن الباقر جعفر الصادق.
٩ ـ مشهد صفية : ابنة عبد المطلب عمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهي به عند باب البقيع.
١٠ ـ مشهد إسماعيل بن جعفر الصادق : وهو كبير ، يقابل مشهد العباس في المغرب.
١١ ـ مشهد النفس الزكية : محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، المقتول أيام المنصور أبي جعفر.
١٢ ـ مشهد حمزة عم النبي صلىاللهعليهوسلم : أعظم شهداء أحد ، وبينه وبين المدينة أزيد من ثلاثة أميال ، وأما أحد : فبينهما أربعة وما يقاربها ، هو ومصعب بن عمير في قبر واحد ، ويقال : إن عبد الله بن جحش بن رباب بن أخت حمزة معهما.
وهناك من الشهداء : قبر عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو بن حرام أبي جابر ، وكانا أولا في قبر واحد ، في آخرين كثيرين من الشهداء ، وفي أقصى البقيع : أبو سعيد الخدري ، وبالبقيع من أصحابنا ، قاضي المالكية : الشمس السخاري بالقرب من ضريح إمامه مالك ، والشهاب أحمد بن يونس المغربي ، وقاضي الحنابلة الشريف محيي الدين الحسني المكي ، والشهاب بن أبي السعود ، وأم هانىء ابنة ابن ظهيرة ، وزوجها ابن عمها أبو الفضل ابن ظهيرة ، وأبو الجود الجيعاني في قبة كان دفن زوجته بها ، وعلى الدمامي خطيب الأزهر في آخرين ممن يعلم من تراجمهم ، وبالجملة : فكل طريق المدينة وفجاجها ودورها وما حولها قد شملته البركة النبوية ، فإنهم كانوا يتبركون بدخوله صلىاللهعليهوسلم منازلهم ويدعونه إليها ، وإلى الصلاة في بيوتهم ، وشهود جنائزهم ، ولهذا امتنع مالك من ركوب دابة فيها ، قائلا «لا أطأ بحافر دابة في عراص كان صلىاللهعليهوسلم يمشي فيها بقدميه الشريفتين» ثم أصحابه الراشدون ، والصحابة البررة الكرام ، رضياللهعنهم أجمعين.
ويحرم ـ كما الأربعة ، إلا أبا حنيفة ـ صيد حرمها ، واصطياده ، وقطع شجره ، ولكن تجرأ غلام للمغيرة بن شعبة على قتل أمير المؤمنين عمر رضياللهعنه ، وهو في المحراب يصلي الصبح في آخر سنة ثلاث وعشرين ، فكان مبدأ الفتن ، فقتل في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ذو النورين عثمان بن عفان حين حصره المصريون ليخلع نفسه من الخلافة ، وتجرأ عليه أراذل من رعاع القبائل ، بحيث اقتحموا عليه داره وقتلوه.