سالم باسمه وماجد ، ثم أن لماجد : سالم ، وجمع هذا هنا للفائدة ، وأكثرهم لم يترجم. وشيحة صاحب الترجمة ممن ولي إمرة المدينة ، انتزعها من الجمامزة في سنة أربع وعشرين وستمائة ، وطريق وصوله إليها : أن صاحب المدينة ـ المتولي لها في أيام المستظيء بالله بن المستنجد بالله العباسي ـ هو الأمير عز الدين أبو فليته قاسم جده ، ثم ابنه جماز جد الجمامزة ، ثم ابنه قاسم بن جماز إلى أن قتله بنو لام ، وكان صاحب الترجمة نازلا في عزبة قريبا منه ، فلما بلغه قتله : توجه مسرعا إلى المدينة ، حتى دخلها وملكها وذلك في السنة المذكورة ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه. ولا من ذريته إلى الآن. وأقام شيحة في الولاية مدة طويلة ، وكان يستنيب في غيبته ابنه عيسى المكنى به ، وقدر أنه توجه إلى العراق فظفر به بنو لام أيضا ، فقتلوه ، فطمع الجمامزة في المدينة مع كون عيسى بها ، وجاء منهم جماعة على حين غفلة للاستيلاء عليها ففطن بهم عيسى ، فقبض عليهم ، ويقال إنه قتلهم فالله أعلم. ذكره ابن فرحون ، وتعقبه الفاسي بأن الذي في ذيل المنتظم لابن البزوري : أن عمر بن قاسم بن جماز انضم إليه في صفر سنة تسع وثلاثين جمع عديد ، وأخرجوا شيحة من المدينة ، ولم يزل هاربا حتى تحصن في بعض التلال أو الجبال. ثم عاد لإمرة المدينة ولم أدر متى كان عوده؟. وتوفي سنة سبع وأربعين وستمائة كما ذكره ابن البزوري في تاريخه قتلا من بني لام وقال الفاسي : إنه وجد في تاريخ بعض المصريين ، أن الملك الكامل صاحب مصر أمره أن يكون مع العسكر الذي جهزة لملكه ، لإخراج راجح بن قتادة الحسني وعسكر المنصور صاحب اليمن في سنة تسع وعشرين وستمائة. وذكر أيضا أنه وصل إلى مكة في ألف فارس ، جهزهم الصالح بن الكامل صاحب مصر في سنة سبع وثلاثين وستمائة ، وأخذها من نواب صاحب اليمن ولزمهم شيحة ونهبهم ولم يقتل مهم أحد ، ولزم وزير ابن التعزي ، ثم خرجوا منها لما سمعوا بوصول العسكر الذي جهزه صاحب اليمن مع راجح بن قتادة وابن النصيري. لا أدري : هل كان شيحة في سنة تسع وثلاثين أميرا على مكة مع العسكر أو مؤزرا لهم فقط؟ وكانت ولايته للمدينة بعد قتل قاسم بن جماز بن مهنا الحسيني جد الجمامزة وقال المجد : ولي الأمير شيحة المدينة سنة أربع وعشرين وستمائة ، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته ، وحده وشوكته ، وذلك أن الأمير قاسم بن مهنا كان منفردا بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع. فلما توفي تولى مكانه أكبر أولاده جماز جد الجمامزة ، واستمر في ولايته إلى أن توفي ثم استقر في موضعه ولده قاسم بن جماز بن مهنا ، واستقر فيه إلى أن قتله بنو لام ، وركبوا من قبله صهوة الملام ، وكان الأمير شيحة نازلا في عزبة قريبا منه ، فلما بلغه قتل قاسم أمهر من مجتبي شأنه المباسم ، فركب سيل الفرصة وسلكها ، ولم يزل مسرعا حتى دخل المدينة وملكها وذلك في سنة أربع وعشرين وستمائة. فاستقر فيها استقرار المعان الشامخ الأعيان ، ولم يتمكن من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن ، وأقام الأمير شيحة في ولايته مدة طويلة وبرهة