خالد بن عمر بن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، القاضي البدر ، أبو إسحاق بن القاضي الصدر ، ابن العلامة المجد أبي القرشي المخزومي ، القاهري الشافعي : قاضي المدينة وخطيبها وإمامها ، وجد صاحبنا الشريف محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ويعرف بابن الخشاب ، ولد في يوم السبت رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة ، وعرض المنهاج الأصلي على القوام مسعود بن البرهان الكرماني ، وأخبره به عن مؤلفه ، وسمع من جده المجد عواليه وغيرها ، ومن علي بن عيسى بن القيم : الأول من عوالي سفيان ، ومن الشريف العز موسى الحسيني : صحيح مسلم ، ومن الحجاز وزيره البخاري ـ بفوت ـ المجلس الأول ، ومن سعد الدين الحارثي ، ومحمد بن علي بن ظافر ، ساعد وغيرهم ، وتفقه وتميز ، وبرع ودرس ، وناب في الحسبة بالقاهرة ، ثم ولي قضاء المنوفية من الوجه البحري ، وأقام به ، ثم ناب في الحكم بالقاهرة مع مباشرته التوقيع قبل النيابة ، ثم بعدها مدة طويلة ، ثم ولي قضاء حلب عوضا عن العلاء علي الزرعي ، وقدمها في سنة ثلاث وأربعين ، فباشره نحو سنة سعى في عوده إلى القاهرة ، فأجيب وعاد للنيابة فيها ، ثم ولي قضاء المدينة وخطابتها وإمامتها ، فقدمها في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، وكان ـ كما قال ابن فرحون ـ ممن قدم فيها القاضي عز الدين بن جماعة ، مجاورا بأهله وأولاده ، وقدم معه صهره الفخر بن الكويك ، وكذا قدم الشهاب بن النقيب ، فكانت سنة حسنة ، تنقضي بذكر محاسنها الأزمنة ، انتهى.
واستمر إلى أواخر سنة خمس وخمسين ، فعرف بالشمس بن السبع الآتي ، وكان فيها ، مجاورا بمكة إلى أن سعى له ولده نور الدين علي ، وساعده الأمير شيخو حتى أعيد في آخر العام الذي يليه ، ويرجع هذا إلى القاهرة ، فولي بها النيابة أيضا عن العز بن جماعة ، ثم أعيد إلى قضاء المدينة ، مع الخطابة والإمامة في سنة اثنتين وسبعين ، واستمر بها إلى أن حصل له بها مرض ، فتوجه في أثناء سنة خمس وسبعين إلى القاهرة في البحر لمصالح دنيوية ودينية ، فأدركه في الطريق الأجل قبل بلوغ الأمل ، فمات به عن نحو ثمانين سنة ، في ربيع الآخر ، ودفن ببعض الجزائر ، بقرب الطور ، أو السويس ، وجزم ابن خطيب الناصرية بأنه بالقرب من الأزلم ، وكان إماما عالما ، مفتيا خطيبا بليغا ، فقيها فاضلا ، حاكما متورعا ، عفيفا عادلا صارما ، عارفا بالأحكام ، بصيرا بالمكاتيب وغوائلها ، والحكومات ودقائقها ، ذا نظم كثير ، كتخميس للبردة ، بل جمع أشياء منها : مناسك كبرى ، وصغرى ، ووسطى ، وشرح قطعة من المنهاج للنووي ، وجمع ديوان خطب ، وحدث ، وسمع منه الفضلاء ، وممن سمع منه : الحافظان العراقي وابنه والهيثمي ، وآخرون بالقاهرة ، والزين أبو بكر المراغي المدني ، وأبو الحسن بن سلامة المكي ، وروى لنا بالإجازة عنه غير واحد ، وذكره أبو محمد بن