الله صلىاللهعليهوسلم في السرقة فدعا بعود ، فقال له الرشيد : أعود البخور؟ قال : لا ، ولكن عود الطرب ، فتبسم ففهمها إبراهيم ، فقال : لعلك يا أمير المؤمنين بلغك حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني إلى أن حلفت؟ قال : نعم ، ودعا له الرشيد بعود فغناه :
يا أم طلحة ، إن البين قد أرقا |
|
قل الثواء لأن كان الرحيل غدا |
فقال الرشيد : من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال : من ربطه الله ، قال : فهل بلغك عن مالك في هذا شيء؟ قال : أخبرني أبي : أنهم اجتمعوا في مرعاة كانت في بني يربوع ، وهم يومئذ جلة ، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان ويغنون ويلعبون ، ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم :
سليمى أجمعت بينا |
|
فأين لقاؤها أينا؟ |
وقد قالت لأتراب |
|
لها زهر تلاقينا |
تعالين ، فقد طاب |
|
لنا العيش تعالينا |
فضحك الرشيد ، ووصله بمال عظيم ، انتهى.
ولذا قال الخطيب : إنه كان يجيز الغناء ، ولكن يخدش فيه اتفاق جماعة من الحفاظ على أن وفاته سنة ثلاث ، بل تردد بعضهم بينها وبين سنة اثنتين ، نعم قال أبو حسان الزيادي وغيره : إنها في سنة أربع ، وأرخه فيها ابن أبي عاصم ، بل قال أبو مروان العثماني : إنه سمع منه سنة خمس ، ومات بعد ذلك ، وهو في التهذيب ، لرواية الجماعة له.
٤٨ ـ إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني : خال سعد بن إبراهيم بن عوف عبد الرحمن بن عوف ، وأحد التابعين الثقات ، روى عن أبيه ، وأسامة بن زيد ، وخزيمة بن ثابت ، وعنه ابن أخته المشار إليه ، وأبو جعفر الباقر ، قال ابن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، وكذا ذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين ، وقال يعقوب بن شيبة : معدود في الطبقة الثانية من فقهاء أهل المدينة بعد الصحابة ، وقال العجلي : مدني تابعي ثقة ، وهو من رجال التهذيب ، لكونه من رجال الصحيحين وغيرهما.
٤٩ ـ إبراهيم بن سعيد ، أبو إسحاق المدني : شيخ يروي عن نافع عن ابن عمر في الإحرام ، وعنه قتيبة وزكريا بن يحيى بن حمويه ، قال أبو داود : شيخ من أهل المدينة ، ليس له كبير حديث ، وقال الذهبي في ميزانه : منكر الحديث ، وهو من رجال التهذيب لكونه في أبي داود.
٥٠ ـ إبراهيم بن سليمان المدني : روى عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم ، وعنه