متى أوعدت أولت وإن وعدت لوت (١) |
|
وإن أقسمت لا تبرىء السقم برت |
وسرد منها عشرين بيتا.
[بستان آغا زاده]
وأضافني ثالثة في بستان آغا زاده ، ومعنا في الضيافة الشيخ طه الجبريني ، والشيخ عبد الكريم الشراباتي ، والشيخ عبد السلام الحريري ، (٦٠ أ) والشيخ الناسك السيد علي العطار ، والشيخ السيد حسين الديري ، والشيخ محمود الكردي المدرس بالشعبانية (٢) ، والشيخ عبد الوهاب الموصلي الإمام بحضرة نبي الله جرجيس ، والشيخ محمود الكردي الغريب ، والسيد محمد (٣) نائب المحكمة الصلاحية (٤) ، وغيرهم ممّن كان يحضر تدريسه في البيضاوي (٥) ، فدخلنا البستان فإذا هي ملتفة بالأشجار ، مزينة بالأوراد والأزهار ، فيها البلابل تترنم طربا ، والنسيم يشق له من خلالها سربا ، يشقها النهر المسمى بقويق نصفين ، وهو نهر صاف عذب لأهل تلك الديار فيه أشعار كثيرة ، منها قول القائل :
هو الماء أن يوصف بكنه صفاته |
|
فللماء إغضاء لديه وإطراق |
__________________
(١) في النسختين : وإن وعدت ألوت وإن أوعدت لوت .. ولا وجه له ، وما أثبتناه من الديوان ، دار صادر ببيروت ، ص ٣٥.
(٢) من كبريات مدارس حلب ، أسسها شعبان آغا بن أحمد آغا ، وكان محصلا للأموال الأميرية ، سنة ١٠٨٨ ه / ١٦٧٧ م ، وصفت بأنها «مدرسة عظيمة عامرة». أسعد طلس : الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب ، دمشق ١٩٥٦ ، ص ١٤٧.
(٣) هو محمد بن حسن التفتنازي ، سيشير إليه المؤلف فيما يأتي من رحلته ، وسيترجم لأبيه.
(٤) تنسب هذه المدرسة إلى مؤسسها الأمير صلاح الدين يوسف بن الأسعد الدواتدار ، وقفها سنة ٧٣٧ ه / ١٣٣٦ م على المذاهب الأربعة ، وكانت تعرف قبلا بدار ابن العديم ، وقد اتخذت في عهد الدولة العثمانية محكمة للشافعية زمنا طويلا ، ثم تركت وأشرفت على الخراب وضاعت أوقافها ، فقام بتعميرها المتولي عليها بهاء الدين أفندي القدسي سنة ١٢٦٠ ه / ١٨٤٤ م وأعادها مدرسة كما كانت. الغزي : نهر الذهب ج ٢ ص ١٩٣.
(٥) يريد : تدريسه تفسير عبد الله بن عمر البيضاوي المسمى (أنوار التنزيل وأسرار التأويل).