ثم أنه تعالى منّ عليّ بزوجة صالحة موافقة ، فصبرت على فقري ، وكانت تحرضني على الاشتغال بالعلم ، فجاءني ـ والحمد لله ـ منها أولاد نجباء صلحاء علماء ، يبرون بي ، فلا يصدر عنهم عقوق ، ولا يقصرون معي في حق من الحقوق ، أجلهم وأسنهم أبو الخير عبد الرحمن الشعراني نسبة يكون (١) ، وذلك أني كنت أطالع المنن (٢) لسيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني ، وذلك بعد أن بنيت بزوجتي (٧ أ) بأسبوع أو أقل من ذلك أو أكثر ، فرأيت فيها قول الشيخ : وممّا منّ الله به عليّ أن ولدي عبد الرحمن من زوجتي فاطمة لا يخالفني ولا يعقني. هذا معنى ما ذكره الشيخ ، واتفق أن اسم زوجتي فاطمة أيضا ، فقلت لها : يا فاطمة! انظري إلى ما قال الشيخ ، فإن منّ الله علينا بابن لأسمينّه عبد الرحمن ، تبركا باسم ابن الشيخ ، لأنه عبد الرحمن بن فاطمة ، وهذا عبد الرحمن ابن فاطمة ، ولأجعلن نسبته الشعراني ، نسبة إلى الشيخ الشعراني.
ولد عبد الرحمن هذا في ليلة عشر ذي القعدة ، بعد نصف الأربعاء بقليل ، عام أربع وثلاثين (٣) ومائة وألف ، (٤) وهو ـ ولله الحمد ـ (٥) في هذا العصر من أهل الفضل في أكثر الفنون ، شرعية وعقلية وعربية ، وله مؤلفات في بعض الفنون وحواش متفرقة ، وله ديوان شعر ، ونظمه في غاية الجودة ، وفّقه الله لطاعاته ، وأدرّ عليه غيوث مبراته ، ورضي عنه رضاء لا ينقطع عدده ، ولا ينتهي مدده.
ثم يليه في السّن البنت العفيفة المصونة الساكنة الصالحة العالمة العالمة أم الخير رقية ،
__________________
(١) كذا في أ، وفي ب (بترك) ولا وجه له.
(٢) في النسختين : المتن ، بتاء معجمة ، والصحيح ما أثبتناه ، واسمه الكامل (لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى على الإطلاق) وهو للشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني المتوفّى سنة ٩٧٣ ه / ١٥٦٥ م.
(٣) من هنا إلى آخر الصفحة مطموس في أفأكملناها من ب.
(٤) ويوافق ١٢ أب (أغسطس) سنة ١٧٢٢ م.
(٥) في ب (الحمد لله).