والحاصل على تسميتي لها برقية أنّي لما وصلت في شرحي (٧ ب) لدلائل الخيرات (١) إلى عدّ أولاده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنمت فرأيت كأني جالس ، مع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبضعته الطاهرة سيدتي رقية مضطجعة كأنها نائمة ، والنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يداعبها [و] يقول : من فات مات ، مراده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بذلك إيقاظها كي تجلس ، فانتبهت وحمدت الله على أن جعلني محرما مع أهل بيته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنذرت إن جاءتني أنثى لأسمّينّها برقية تبركا باسم بضعة المصطفى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكانت بنتي رقية إذ ذاك حملا ، والحمد لله أن بركة السيدة رقية ظاهرة عليها فإنها قرأت القرآن أربعين (٢) وحفظت رسائل التجويد كالمقدمة الجزرية. (٣) وقرأت شمائل الترمذي (٤) والبخاري والشفاء للقاضي عياض (٥) ولها إجازات في سائر كتب الحديث ، وحفظت الأوراد والأحزاب ، وقرأت شرح بانت سعاد ، وقرأت الفقه الشافعي ، والفقه الحنفي ، وحفظت طرفا من الأجرومية. وهي إلى الآن في جد في طلب العلم ، وفقها الله لطاعاته ، ورضي عنها رضاء يستدر جميع خيراته ، وقد أجزتها جميع ما يجوز لي وعني روايته ، (٨ أ) ونساء عصرها ممّن هن من أهل الفضل يستجزن منها الحديث. ولدت رابع عشر شوال ، ضحى يوم الاثنين من سنة سبع وثلاثين ومائة وألف. (٦)
ويليها في السن أبو السعود محمد ، وكان سبب تسميته بذلك أني كنت وقت حمله أطالع فضل التسمية بمحمد ، فنذرت إن جاء هذا الحمل ذكرا لأسمّينّه محمدا ، فجاء ـ والحمد لله ـ فسميته محمدا ، وكنيته بأبي السعود. وـ الحمد لله ـ هو اليوم من أهل
__________________
(١) دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار ، تأليف محمد بن سليمان الجزولي الحسني المتوفّى سنة ٨٥٤ ه / ١٤٥٠ م ، وقد تقدمت الإشارة إلى شرح له في مقدمتنا لرحلته هذه.
(٢) لعله يريد : أربعين مرة.
(٣) منظومة في علم التجويد للشيخ محمد بن محمد الجزري المتوفّى سنة ٨٣٣ ه.
(٤) شمائل النبي صلىاللهعليهوسلم للإمام محمد بن سورة الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ ه.
(٥) الشفا في تعريف حقوق المصطفى للحافظ عياض بن موسى اليحصبي المتوفّى سنة ٥٤٤ ه.
(٦) ويوافق ٢٥ حزيران (يونيو) سنة ١٧٢٥ م.