السلام بغداد. وكان أول ما فعله فيها ، أن وثّق لدى نقيب أشرافها نسب أسرته ، فكان على النحو الآتي :
ناصر الدين بن الحسين بن علي بن حمد بن محمد المدلل بن الحسين بن علي بن عبد الله ابن الحسين بن علي أبي بكر بن الفضل بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق ابن جعفر بن أحمد بن الموفق طلحة بن جعفر بن محمد بن الرشيد بن محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي. (١)
وقد صادق النقيب والقاضي والمفتي وسائر العلماء على صحة هذا النسب ووضعوا تواقيعهم عليه ، وبذلك أيضا وضعوا بداية مرحلة جديدة لتاريخ هذه الأسرة.
أقام ناصر الدين هذا في الكرخ ببغداد ، مما دل على وجود محلة الدوريين في هذا الجانب منذ ذلك الحين على الأقل ، وولد له فيها ولد ذكر سماه مرعي ، فولد لهذا بدوره حسين ، وقد عرف الأخير ب (الملا) مما دل على أنه كان يعمل بمهنة تعليمية دينية ، ويظهر أنه حاز ، وراثة أو اكتسابا ، ثروة لا بأس بها ، لكنه أنفقها كلها على مستلزمات مركزه الاجتماعي بوصفه رئيس عشيرته ومقدمها. يقول عبد الله السويدي «أما أبي حسين فكان من الأخيار الأجواد ، ذا عقل رصين وشجاعة وبراعة ، كبير قومه وعشيرته ، يرجع أمرهم إليه .. وكان ذا مال غزير صرفه كله على الفقراء والضيوف والضعاف حتى افتقر آخر عمره ، فكان يبيع من متاع البيت ويصرفه على الفقراء والضعاف حتى مات مدينا». (٢)
__________________
(١) ذكر كاظم الدجيلي أنه رأى نسخة هذا النسب الأصلية عند يوسف أفندي السويدي وتاريخ كتابتها يرتقي إلى سنة ٩٧٥ ه / ١٥٦٧ م وهي موقعة بتواقيع جماعة من العلماء المشهورين في عصرهم ، منهم الشيخ عبد الرحمن الرحبي مفتي الشافعية في بغداد ، ومنهم محمد السعيد القادري (نقيب الأشراف) المولى الحكم (أي القاضي) ببغداد محمد رشيد والشيخ علاء الدين الموصلي والشيخ عبد الله الناصري ، وغيرهم. مجلة لغة العرب (١٩١٢) ص ٢١٩.
(٢) النفحة المسكية في الرحلة المكية. الورقة ٣ (نسخة المتحف البريطاني المرقمة ٢٣٣٨٥) وسنعتمد هذه النسخة في جميع الإحالات المقبلة.