ينبت اللحم ، ومن تركه اربعين يوماً ساء خلقه ) (١). ويدل قول الامام (ع) في الرواية الاخيرة بان السائل ربما كان ينوي ترك تناول اللحم ، ولذلك فانه (ع) اوصاه بعدم ترك اكله اكثر من اربعين يوماً. ويفهم من مقتضى الحديث ، الاعتدال في تناول اللحوم. وقد اشارت الروايات الى استحباب اكرام الضيف بتقديم اللحم المطبوخ له. ويدل على ذلك ، قوله تعالى في ضيف ابراهيم : ( فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) (٢) ، اي محنوذ وهو الذي اجيد طبخه ونضجه ، وقال تعالى في وصف الطيبات : ( وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ المَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ) (٣) ، والمن هو العسل ، والسلوى يعني اللحم ، سمي سلوى لانه يسلى به على جميع الادام ولا يقوم غيره مقامه ، والى ذلك اشار رسول الله (ص) : ( سيد الادام اللحم ) (٤). ثم قال تعالى بعد ذكر المن والسلوى : ( كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) (٥) فاعتبر اللحم والعسل من طيبات ما رزقهم.
وهو قتل الحيوان الذي احل اكله بمراعاة الشروط التي وضعتها الشريعة الاسلامية ؛ فتذكية الحيوان البري المتوحش يتحقق بآلة الصيد ، والحيوان الاهلي ـ عدا الابل ـ بالذبح ، والابل بالنحر ، والسمك بالاخراج
__________________
(١) الكافي : ج ٦ ص ٣٠٩.
(٢) هود : ٦٩.
(٣) البقرة : ٥٧.
(٤) الكافي : ج ٦ ص ٣٠٨.
(٥) البقرة : ٥٧.