من بعض القرى فاستكتموه امره فاستخرج النصل فمات من ساعته فدفنوه في ساقية ماء وجعلوا على قبره التراب والحشيش واجري الماء على ذلك وحضر الحجام مواراته فعرف الموضع فلما اصبح مضى الى يوسف متنصحا فدله على موضع قبره فاستخرجه يوسف وبعث برأسه الى هشام فكتب اليه هشام ان اصلبه عرياناً فصلبه يوسف كذلك وبنى تحت خشبته عموداً ثم كتب هشام الى يوسف باحراقه وذروه في الرياح.
وقال ابو الفرج قال القوم اين ندفنه واين نواريه ( خوفاً من بني امية وعمالهم ان يمثلوا به لما يعلمون من خبث سرائرهم وعادتهم في التمثيل التي ابتدأت من يوم احد ) فقال بعضهم نلبسه درعين ثم نلقيه في الماء وقال بعضهم لا بل نحتز رأسه ثم نلقيه بين القتلى فقال يحيى ابن زيد لا والله لا يأكل لحم ابي السباع وقال بعضهم نحمله الى العباسية فندفنه فيها ( وهي على ما في القاموس بلدة بنهر الملك ).
وقال سلمة بن ثابت فاشرت عليهم ان ينطلقوا الى الحفرة التي يؤخذ منها الطين فندفنه فيها فقبلوا رأيي فانطلقنا فحفرنا له حفرتين وفيها يومئذ ماء كثير حتى اذا نحن مكنا له دفناه ثم اجرينا عليه الماء ومعنا عبد سندي وقيل حبشي كان مولى لعبد الحميد الرواسي وكان معمر بن خشم قد اخذ صفقته لزيد وقيل هو مملوك سندي لزيد وكان حضرهم وقيل كان نبطي يسقي زرعا له حين وجبت الشمس فرآهم حيث دفنوه فلما اصبح اتى الحكم بن الصلت فدلهم على موضع قبره