لعبد الله بن خازم وسرحهم إليه ، واستعمل عليهم بكير بن وشاح التميمي ثم السعدي ، فلقوا عبد الله بن خازم فقتلوه ، فأراد بكير أن يبعث [براءته](١) إلى بحير بن أوس فقال له أصحابه : ما تصنع؟ أنت قتلته ، وأنت اليوم سيّد الناس ، ابعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان ، يبعث إليك بعهدك على خراسان ، فبعث به إلى عبد الملك بن مروان ، ثم سار بكير إلى بحير بن أوس ، فأخذه فضربه مائة سوط وحبسه عنده ، ثم إن بحيرا عاتبه وكلّمه ، فخلّى بكير سبيله ، وأعطاه مائة ألف درهم ، فلم يزل بكير عليها حتى ولي بشر بن مروان ، ثم مات بشر ، فاستخلف خالد بن عبد الله ، فكتب خالد بن عبد الله إلى عبد الملك يسأله إمرة خراسان لأميّة أخيه ، فاستعمله ، فبعث خالد أميّة إلى خراسان ، فلما أتاها قطع النهر ، واستخلف ابنه زياد بن أميّة على ما دون النهر ، وأمر زياد بن أمية ابنه ، وجعل بكيرا على شرطته ، فلما عبر أميّة النهر وثب بكير على زياد بن أميّة فأخذه وحبسه ، فبلغ ذلك أميّة ، فأقبل راجعا فحصر بكيرا حتى أنزل إليه ابنه على أن يخلّي سبيله ، ففعل وكان بجير أديبا ، فجلس ذات يوم يحدّث بكيرا ، فقال : ويحك يا بكير ، أخذت زياد بن أميّة وقبضت على مرو وأنت ترى أن الأمر منتشر ، وأن الناس لم يستقيموا بعد ، ولو كنت ثبت لأعطيتك حكمك ، وليتك (٢) إمرة خراسان ، وإنما أراد خديعته ، قال بكير : إن شئت أثرتها جذعة ، فانطلق بجير حتى أخبر أميّة بذلك ، فدفع أميّة بكيرا إلى بجير فأخرجه فضرب عنقه (٣) ، فبلغ ذلك أعرابيا من قومه ، فلم يزل يتغلغل في البلاد ، حتى قدم خراسان يطلب بدم بكير ، فرصد بجيرا حتى عرفه ، ثم لطف به حتى وجأه بخنجر له حتى قتله ، وقتل الأعرابي ، ولم يزل أميّة على خراسان حتى قدم الحجّاج وبعد قدومه بسنتين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن النهاوندي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٤) قال : سنة ثلاث ثلاثين فيها جمع
__________________
(١) عن م ، وسقطت اللفظة من الأصل.
(٢) عن م وبالأصل : وليت.
(٣) انظر سبب مقتله في فتوح البلدان ص ٢٩٧٢ ـ ٢٩٧٣.
(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٦٧ (حوادث سنة ٣٣ تحت عنوان : قتال عبد الله بن خازم لقارن).