بنت منظور بن زبّان (١) الفزارية للحجّاج :
أبعد عائذ بيت الله تخطبني (٢) |
|
جهلا جهلت وغبّ الجهل مذموم |
وقال عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :
فإن ينج منها عائذ البيت سالما |
|
فما نالنا منكم وإن شفّنا جلل |
قال جريرا وغيره :
وعائذ بيت ربّك قد أجرنا |
|
وأبلينا فما نسي البلاء (٣) |
قال : ونا الزبير ، قال : قال غير مصعب : زعموا أن الذي دعا عبد الله بن الزبير إلى التعوّذ بالبيت شيء سمعه من أبيه حين سار من مكة إلى البصرة ، قال : التفت الزبير إلى الكعبة بعد ما ودّع وتوجّه يريد الركوب ، ثم أقبل على ابنه عبد الله بن الزبير ، ثم قال : أما والله ما رأيت مثلها لطالب رغبة أو خائف رهبة ، وكان سبب تعوذ ابن الزبير بها موت معاوية.
قال الزبير : قال عمي (٤) : سمعت أبي يقول : كان ابن الزبير قد صحب عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، قال ابن الزبير : فلقيته بعد العتمة متلثما لا يبدو منه إلّا عيناه فعرفته فأخذت بيده وقلت : ابن أبي سرح كيف كنت بعدي؟ كيف تركت أمير المؤمنين؟ فلم يكلّمني ، فقلت : ما لك؟ مات أمير المؤمنين فلم يكلمني ، فخليته وقد أثبت معرفته ، ثم خرجت حتى لقيت الحسين بن علي ، وأخبرته خبره ، وقلت : سيأتيك الرسول فانظر ما أنت صانع ، واعلم أن رواحلي في الدار معدّة ، فالموعد بيني وبينك أن تغفل عنا عيونهم ، ثم فارقته فلم ألبث أن جاء رسول الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، فجئته فوجدت عنده الحسين ، ووجدت عنده مروان ، فنعى إليّ معاوية ، فاسترجعت ، فأقبل عليّ الوليد فقال : هلمّ إلى بيعة يزيد ، فقد كتب إلينا يأمرنا أن نأخذها عليك ، فقلت : إنّي قد علمت أن في نفسه عليّ شيئا لتركي بيعته في حياة أبيه ، وإن بايعت له على
__________________
(١) بالأصل وم : «ريان» خطأ والصواب «زبّان» انظر جمهرة ابن حزم ص ٢٥٨.
(٢) في م : يخطبني.
(٣) لم أعثر عليه في ديوان جرير ، وهو في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٣٩ ونسبه لبعض الشعراء.
(٤) بالأصل وم : «قال عمر».