قال : كان ابن الزبير يقاتل الحجّاج بمكة ، قال : فقالت له امرأته : ألا أخرج فأقاتل معك؟ قال : لا ، وكان الحجّاج يقاتل وهو في المسجد الحرام ، فجعل ابن الزبير يقول هذا الشعر :
كتب القتل والقتال علينا |
|
وعلى المحصنات جرّ (١) الذّيول |
قال : ونا عبّاس ، نا جعفر بن عون ، نا هشام بن عروة قال : كان ابن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب ـ يعني أبواب المسجد (٢) الحرام ـ وهو يقول :
لو كان قرني واحدا كفيته (٣) |
|
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا |
ولكن على أقدامنا يقطر الدم (٤) |
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ـ أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص نا أبو محمّد السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، أنا الأصمعي نا عبد الله بن معاوية عن هشام بن عروة قال :
كان عبد الله بن (٥) الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب وهو يقول :
لو كان قرني واحدا كفيته
ثم يقول :
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا |
|
ولكن على أقدامنا يقطر الدم |
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور ، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عبد الله محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد الملك بن سليمان ـ إملاء ـ نا أبو خالد
__________________
(١) عن م وبالأصل : جز.
(٢) عن م وبالأصل : مسجد الحرام.
(٣) الرجز في حلية الأولياء ١ / ٣٣٣ بدون نسبة ، ونسبه بحواشي المطبوعة لدويد بن زيد. وبعده في الاستيعاب ٢ / ٣٠٤.
أوردته الموت وقد ذكيته
(٤) البيت في الحلية ١ / ٣٣٣ بدون نسبة ، وخزانة الأدب الشاهد ٥٦٦ ، ج ٣ / ٢٥٢ و٢٥٥ وقال البغدادي هو من ثلاثة أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة للحصين بن الحمام المري. وانظر الاستيعاب ٢ / ٣٠٥ وأسد الغابة ٣ / ١٤٠.
(٥) سقطت «بن» من م.