فقال : أذّن يا سعد (١) ، فأذّن عند المقام ، ثم توضّأ ابن الزبير وركع ركعتي الفجر ، ثم أقام المؤذن ، وتقدم فصلّى بأصحابه فقرأ : «ن والقلم» (٢) حرفا حرفا ، ثم سلّم فقام ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اكشفوا وجوهكم حتى أنظر ، ـ وعليهم المغافر والعمائم ، فكشفوا وجوههم فقال : يا آل الزبير ، لو طبتم لي نفسا عن أنفسكم كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا لم يصبنا زبّاء بتّة (٣) ، أما بعد يا آل الزبير ، فلا يروّعنكم وقع السيوف فإني لم أحضر موطنا قط إلّا ارتثثت فيه بين القتلى ، ولما أجد من دواء جراحها أشدّ مما أجد من ألم وقعها ، صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم ، لا أعلمن (٤) امرأ كسر سيفه واستبقى نفسه ، فإنّ الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل ، غضّوا أبصاركم عن البارقة ، وليشغل كلّ امرئ منكم قرنه ، ولا يلهينكم السوأل (٥) .... الزعفراني ، نا
وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، نا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا الزعفراني ، نا عبد الوهّاب بن عطاء ، عن زياد الجصّاص ، عن علي بن زيد ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عمر ـ زاد ابن أبي عقيل : لغلامه ـ وقالا : ـ انظر المكان الذي به (٦) ـ وفي حديث ابن أبي عقيل : به ابن الزبير ـ مصلوب ، فلا تمرّ بي عليه ، فسها الغلام ، فرفع ابن عمر رأسه ، فإذا هو ـ زاد ابن أبي عقيل : به ـ وقالا : مصلوب ، فقال : يغفر الله لك ـ زاد ابن أبي عقيل : ثلاثا ـ أما والله ما علمتك إلّا ـ زاد ابن أبي عقيل : كنت ـ وقالا ـ (٧) صوّاما ، وصولا للرحم ، والله إنّي لأرجو مع مساوئ ما أصبت ، أن لا يعذبك الله بعدها أبدا ، ثم التفت إليّ فقال : حدّثني أبو بكر الصّدّيق أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من يعمل سوءا يجز به في الدنيا» (٨) [٥٩١٦].
__________________
(١) في الطبري : سعيد.
(٢) في م : نون والقلم.
(٣) بالأصل وم : «رئاسه» كذا وفي المطبوعة : «رئاسة» والمثبت عن تاريخ الطبري.
(٤) في م : لا أعلمن أميرا.
(٥) بياض بالأصل مقداره صفحتين ، ولم يبن في م أي فراغ والكلام متصل. وانظر تتمة الخبر في تاريخ الطبري.
(٦) سقطت من م.
(٧) سقطت «وقالا» من م.
(٨) الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٧٨ من طريق زياد الجصاص ، وفي تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠ ص ٤٤٧) من طريق عبد الوهّاب بن عطاء ، وانظر تخريجه فيهما.