تحالفهم معها» (١). وفي الثلاثين سنة الأولى كانت تلك المخيمات والأكواخ مقسمة إلى سبع مناطق عسكرية (الأسباع) نسبة إلى النقاط السبع لحشر مقاتلة القبائل ووفقا للقيادات والتعبئة عند النفير والخروج للجهاد في المواسم (٢) ، ثم توزيع الغنائم والأعطيات «بعد العودة» من قبل رؤوس الأسباع ، فإذا لم تكن أسباع الكوفة محلات بلدية بل قطعات قبلية «بالنسبة إلى النسب أو الحلف».
ولو قارنّا بين الاستعمار العربي في جانبي بادية الشام لوجدنا بينهما تفاوتا ظاهرا. ففي الجانب الغربي «سورية» فاز الأعراب بأشجار الزيتون الوافرة المنتشرة هنا وهناك في تلك الربوع ، فكان توغلهم في مسالك شتى (٣) بفضل مسيل الوديان العديدة والكثيرة التغير «روافد فيضان الأردن والليطاني والعاصي» فلذلك استوطنوا في نقاط مختلفة. فكان تأسيس المعسكرات الستة للأجناد في مواقع قريبة للمدن المهمة لهذا السبب (٤).
بينما في العراق لم تقدم الجموع العربية على الاستيطان على شواطىء الأنهر والسهول المنخفضة ذات النخيل الجمة والتي كانت
__________________
(١) طبقات ابن سعد الجزء ٦. وراجع كذلك في هذا الفصل الملاحظة رقم (٤).
(٢). Cf Le blocus de Me ? dine par les tribus arabes de ٦١٩١ ٨١٩١
(٣) ولا تزال القبائل البدوية تنحدر في السنين الجافة (القليلة الأمطار) نحو العاصي حتى ساحل البحر.
(٤) كانت الأجناد الستة (١) جند الأردن (٢) جند فلسطين (٣) جند دمشق (٤) جند الساحل (٥) جند حمص (٦) جند قنسرين (المترجم).