في رواية أبي مخنف عن حركة المختار (سنة ٦٦ ه) اسما من هذا القبيل وهو لحّامة جرير (جرير اللحام) (١) فيثبت ذلك بأن أبا مخنف كان قد جمع رواياته من بعد سنة ١٣٢ ه وجرى بعض التعديل في التخطيط السابق لأن العناصر الإيرانية لم تنشأ في الكوفة بواسطة حمراء ديلم في القرن الأول بل بواسطة الخراسانيين في القرن الثاني.
وهناك طريق تهمنا بصورة خاصة وهي طريق البريد ، ولقد قمنا في تحقيق وتحديد مسلكها فاهتدينا بأنها كانت بين الجسر وبين القصر والكناسة (ذلك في سنة ٦٦ عندما كان البريد يسير نحو دمشق).
وكانت في الكوفة مفارق طرق تسمى بالفارسية «جهار سوج» (٢) وأهمها جهار سوج خنيس. وجهار سوج بجيلة «وجهار سوج همدان» (٣) ولم يكن في الكوفة في بادىء الأمر سور أم خندق بل ما أجمعوا عليه هو وجود حفرة في الجهة الشمالية الشرقية (في منازل مزينة) وكانت هذه الحفرة تسمى ب (مسناة جابر) وكذلك كان يوجد قنال في الجنوب الشرقي (وهو نهر البويب) ومنه مدّت الجداول نحو جوف العتيق (٤) حيث الحمامات والسقايات وفي سنة (١٤٥ ه) أمر الخليفة المنصور بحفر خندق كبير حول الكوفة وفتح له مجرى من الفرات ونصبت عليه قناطر من الزوارق ذوات أبواب بغية تسهيل
__________________
(١) الطبري المجلد ٢ ص ٦٢٤ ، ٧٧٥ ، ٩٥٩.
(٢) چهار سوج اسم فارسي مركب من كلمتين (جهار ـ أربعة وسوج ـ جهة) (المترجم).
(٣) ابن سعد الجزء ٦ ص ٢٤٢ و ٢٨٥.
(٤) اسم لغزي ، ربما كان المراد الحفرة التي كانت خلف الجامع.